شبكات التواصل تساعد في الإنقاذ من كوارث
عندما اجتاحت أمواج تسونامي الكارثية دول المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004، استغرقت فرق الإغاثة أيامًا لمعرفة حجم المأساة بسبب غياب وسائل اتصال حديثة.
وبعد عشرين عامًا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة محورية في استباق الكوارث الطبيعية ومتابعتها في الوقت الفعلي، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
في ذلك الوقت، كان مارك أوبرلي، سائح أمريكي، في فوكيت التايلاندية عندما ضربت الأمواج العملاقة المنطقة.
استخدم أوبرلي مدونته للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، مما أتاح للآخرين متابعة الكارثة عبر الإنترنت.
ورغم اعتقاد السكان أن التسونامي كان محليًا، فإن مركز الزلزال الذي بلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر كان في سومطرة الإندونيسية، مما تسبب في مقتل أكثر من 220 ألف شخص في 14 دولة.
وسائل التواصل.. نقلة نوعية
في عام 2004، كانت شبكات التواصل في بداياتها؛ حيث لم تكن منصات مثل فيسبوك وفليكر توفر إمكانية النشر الفوري كما هي الحال اليوم مع إنستغرام وإكس.
يقول أستاذ الصحافة بجامعة سينسيناتي، جيفري بليفينس، إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت ستحدث فرقًا كبيرًا في تحديد الناجين وجمع المعلومات أو حتى إصدار تحذيرات مسبقة.
على سبيل المثال، في الهند، أدى نقص التحذيرات إلى وفاة نحو 6 آلاف شخص بسبب الجهل بظاهرة التسونامي.
وفي المقابل، في الكوارث الحديثة مثل زلزال تركيا 2023، ساعدت منشورات على الإنترنت في إنقاذ الأرواح، كما في حالة طالب نشر موقعه تحت الأنقاض.
فوائد ومخاطر التكنولوجيا
شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة لفهم أسباب الكوارث وتحليلها، كما حدث في تسونامي بالو 2018، وأعاد العلماء بناء مسار الأمواج باستخدام مقاطع فيديو نشرها شهود عيان، ما ساعدهم في تحديد أسباب الكارثة.
لكن الانتشار الواسع لهذه الشبكات يحمل مخاطر، مثل انتشار المعلومات المضللة.
وخلال إعصار هيلين 2023 في الولايات المتحدة، أعاقت الشائعات جهود الإغاثة، حيث واجه المسعفون تهديدات من ميليشيات متأثرة بنظريات المؤامرة.
تقول لورا كونغ، رئيسة المركز الدولي للمعلومات بشأن تسونامي: “تغيرت استجابتنا للكوارث بشكل جذري مع وسائل التواصل الاجتماعي”.
ورغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها في تحسين التنسيق والاستجابة، تبقى الحاجة ملحة لمواجهة تحديات مثل الأخبار الزائفة وضمان دقة المعلومات.