الإنتربول الأمريكي يلاحق جنرالات نظام الأسد ولبنان في دائرة الضوء
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دخلت الإجراءات القضائية الدولية مرحلة جديدة بملاحقة رموز النظام السابق.
فقد تلقى النائب العام التمييزي في لبنان، القاضي جمال الحجار، برقية من “الإنتربول” الأمريكي، عمّمها عبر “الإنتربول” الدولي، تطالب السلطات اللبنانية بتوقيف اللواء جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية سابقًا في نظام الأسد.
ووفقًا لمصدر قضائي لبناني صرّح دعت البرقية الأمريكية السلطات القضائية والأمنية في لبنان إلى القبض على الحسن إذا كان موجودًا على الأراضي اللبنانية، وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حال دخوله البلاد.
وأضاف المصدر، أن البرقية تتهم الحسن بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، إضافة إلى مسؤوليته عن إلقاء آلاف البراميل المتفجرة على المدنيين السوريين، مشيرًا إلى أن هذه الملاحقة تشمل مسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين، يجري جمع المعلومات عنهم.
لبنان مركز الانتباه الدولي
تتجه الأنظار الآن إلى لبنان، الذي يُعتقد أنه شكَّل ملاذًا آمِنًا لبعض المسؤولين السوريين السابقين بعد سقوط النظام.
وتشير تقارير إلى أن عددًا من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية فرّوا إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، بعد استحالة مغادرتهم سوريا برًّا أو بحرًا.
ورغم نفي الأجهزة الأمنية اللبنانية توفُّر معلومات مؤكدة عن وجود مسؤولين سوريين على الأراضي اللبنانية، فإن مصدرًا أمنيًّا أشار إلى احتمال دخول بعضهم خِلسة، تحت حماية جهات محلية موالية للنظام السوري السابق.
كما كشف عن تقديرات تشير إلى دخول آلاف السوريين بطريقة غير شرعية إلى لبنان عشية سقوط النظام وبعده.
ضبط عناصر من الفرقة الرابعة
في سياق متصل، ألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض، الأسبوع الماضي، على 21 ضابطًا وعنصرًا تابعين للفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، بعد دخولهم خِلسة عبر معابر غير شرعية في مناطق البقاع وجبل الشيخ.
وأكد مصدر أمني أن الموقوفين بينهم ستة ضباط برتب مختلفة، وضُبط بحوزة بعضهم مبالغ مالية كبيرة، إذ كان أحدهم يحمل 110 آلاف دولار، وآخر 68 ألف دولار، بالإضافة إلى أسلحة شخصية.
وأشار المصدر إلى أن الموقوفين يخضعون للتحقيق بإشراف النائب العام التمييزي، الذي أمر بإحالة ملفاتهم إلى الأمن العام اللبناني لدراستها واتخاذ قرار بشأن ترحيلهم إلى سوريا.
كما أوضح أن ثلاثة من الموقوفين أبدوا استعدادهم للعودة إلى بلادهم، فيما رفض الآخرون العودة خشية الخطر على حياتهم.
توقيف شخصيات بارزة
وفي حادثة أخرى، أوقَف حاجز الجيش اللبناني في منطقة المدفون اللواء المتقاعد (حكمت.ف.م)، قائد فرقة درعا سابقًا في الجيش السوري، بعد دخوله لبنان خِلسة. وتمّ ضبط مبلغ مالي يفوق 100 ألف دولار بحوزته، بالإضافة إلى كيلوغرامين من الذهب.
وأفادت المصادر، بأنه جرى توقيف عدد آخر من الضباط السوريين التابعين لأجهزة المخابرات داخل بلدات في شمال لبنان، إلا أن القضاء العسكري أمَر بالإفراج عنهم لعدم وجود ملفات أمنية بحقهم في لبنان.