تحويل الجسم إلى جهاز كمبيوتر
تهدف الهواتف القابلة للزرع في الجسم، وهي تقنية حديثة تدمج الأجهزة الذكية بشكل مباشر في الجسم البشري، ما يسمح بتوفير مجموعة من الوظائف التي تتراوح بين الاتصالات والتفاعل مع البيئة المحيطة.
ويتم زرع هذه الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية الصغيرة تحت الجلد، غالبًا في اليد أو المعصم، بطريقة تتكامل بشكل مثالي مع الجسم.
الهواتف القابلة للزرع
الفكرة الأساسية وراء الهواتف القابلة للزرع هي تحويل الجسم البشري إلى جهاز ذكي دائم، بحيث يتم دمج الاتصال بالإنترنت والمراقبة الصحية والعديد من الوظائف الأخرى في جهاز واحد لا يحتاج إلى حمله بشكل خارجي.
ويمكن أن تكون الهواتف القابلة للزرع أجهزة صغيرة جدًّا يتم زراعتها تحت الجلد، تعمل كأدوات تتيح للمستخدم القيام بالعديد من الأنشطة دون الحاجة إلى حمل جهاز هاتف تقليدي مثل التحكم عن بُعد في الأجهزة الإلكترونية من خلال إشارات بيومترية أو كهربائية، والاتصال بالإنترنت مباشرة من داخل الجسم والتحكم بالصوت أو الإيماءات أو باستخدام إشارات عصبية.
الوظائف المحتملة
يمكن للهاتف القابل للزرع إرسال واستقبال المكالمات والرسائل باستخدام إشارات دماغية أو حسية، والتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية مثل الإضاءة أو التدفئة بمجرد التفكير أو استخدام إشارات عصبية.
إلى جانب كل ذلك يمكن للهاتف القابل للزرع مراقبة الحالة الصحية للمستخدم بشكل مستمر مثل مستوى السكر وضغط الدم ونبضات القلب ومستوى الأوكسجين في الدم، وتسمح الهواتف القابلة للزرع بتخزين المعلومات الشخصية مثل الملفات الرقمية وكلمات السر وحتى معلومات طبية داخل الجهاز المزروع.
كذلك يمكنها دمج الواقع المعزز داخل الجسم لتحسين التجربة في ألعاب الفيديو أو التطبيقات التعليمية.
فوائد متعددة
توفر الهواتف القابلة للزرع الراحة والسهولة؛ لأنك لن تحتاج لحمل جهاز هاتف تقليدي، ما يتيح لك الوصول إلى المعلومات والخدمات بكل سهولة عبر الإشارات العصبية أو الصوتية.
كما يمكن استخدام هذه الأجهزة لتحسين أو دعم الوظائف العقلية، مثل تعزيز الذاكرة أو المساعدة في التركيز والكشف المبكر عن الأمراض أو الحالات الصحية.
التحديات والمخاطر
تعد حماية البيانات الشخصية من الاختراقات مشكلة رئيسة في الهواتف القابلة للزرع، فقد يتعرض المستخدمون لخطر اختراق البيانات الصحية أو المعلومات الشخصية إذا لم تكن هناك إجراءات أمان قوية.
وبما أنها تقنية جديدة قيد التطوير، لا يمكن توقع الآثار الصحية الناتجة عنها على المدى الطويل، فزراعة جهاز في الجسم قد يتسبب في ردود فعل غير متوقعة، مثل الالتهابات أو مشاكل صحية تتعلق بالجهاز المزروع نفسه.
لذلك من المهم أن يتوافق الهاتف القابل للزرع مع الأنسجة البشرية كي لا يتسبب في تفاعل سلبي.
مستقبل واعد
مع تقدم التكنولوجيا، من المحتمل أن تصبح هذه الأجهزة متاحة للعديد من المستخدمين في المستقبل، ما قد يقود إلى تحول في كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا.
ونظرًا لأن هذه الأجهزة ستعمل باستخدام إشارات عصبية أو بيومترية، فقد تتحول إلى البديل الأساسي للأجهزة التقليدية مثل الهواتف الذكية، ما سيحسن نوعية الحياة، خاصة للمستخدمين الذين يعانون إعاقات أو احتياجات طبية خاصة.
الخلاصة
إن الهواتف القابلة للزرع هي فكرة تكنولوجية قد تكون جزءًا من المستقبل القريب، حيث توفر إمكانات غير محدودة في عالم التقنية المتقدمة.
فمن خلال دمج هذه الأجهزة داخل الجسم البشري، سيكون لدينا القدرة على الاتصال والتحكم في العالم الرقمي والصحة الشخصية بشكل مستمر.
ومع ذلك، فإن هناك العديد من التحديات التقنية والأخلاقية التي يجب التغلب عليها قبل أن تصبح هذه التكنولوجيا متاحة بشكل واسع.