اتفاق المصالح بين أنقرة وواشنطن

يذهب خبراء في العلاقات الدولية إلى أن الاتفاق واسع النطاق الذي أعلن عنه مؤخرًا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بين بلاده وتركيا فيما يخص سوريا الجديدة، يهدف إلى دمج دمشق في محيط “معتدل”، وقطع علاقتها مع إيران، وألا تهدد سوريا الجديدة أمن إسرائيل.

ورأى الخبراء أن هذا التوافق على سوريا الجديدة يأخذ جانبًا كبيرًا من استبدال النفوذ الإيراني بهيمنة تركية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، كشف مؤخرًا عن “اتفاق واسع النطاق” بين بلاده وتركيا بشأن ما يرغبون في رؤيته في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، موضحًا عبر تصريحات مشتركة مع نظيره التركي، هاكان فيدان، أن هذا الاتفاق يهدف إلى ما نرغب أن نراه في المستقبل، بدءًا بالحكومة المؤقتة في سوريا، وهي حكومة شاملة وغير طائفية وتحمي حقوق الأقليات والنساء، ولا تشكل أي نوع من التهديد لأي من جيران سوريا.

علاقات جيدة مع المحيط

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور حسين الديك، أن تركيا وأمريكا من أهم اللاعبين في الملف السوري بعد الانسحاب الإيراني وهزيمة نظام الأسد، وليس أمام سوريا الجديدة سوى الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع محيطها، لا سيما تركيا والأردن وإسرائيل، وأن تكون ضمن المنظومة العربية المستقبلية مع إعادة عضويتها إلى جامعة الدول العربية، كما كانت في السابق.

أمن إسرائيل

وشدد الديك، في تصريح لـ”إرم نيوز” على أن التفاهمات ضرورية ومهمة؛ نظرًا لأن واشنطن معنية بشكل كبير بألا يكون في سوريا نظام يهدد أمن إسرائيل، بل العكس من ذلك، ويأتي التفاهم التركي الأمريكي ضمن هذا السياق، وأن يكون هناك قطع للعلاقة مع إيران التي كانت حليفة للنظام السابق، والتي خسرت بسقوطه أكبر حليف لها في الشرق الأوسط.

وأضاف الديك، أن سوريا تمر بمرحلة ضبابية وانتقالية وفوضوية، يحدث فيها العديد من المشاكل والاختلافات، والكل يتفق على أن تكون الدولة السورية الجديدة ضمن المنظومة العربية والارتباط بحسن جوار مع الدول، والأهم ألا يكون للدولة الجديدة أي علاقة مع إيران أو ميليشيا “حزب الله”، وقطع إمدادات السلاح عن الأخيرة؛ ما بات تحصيلًا حاصلًا في الوقت الحالي، بحكم العلاقة التنافرية أو العدائية لـ”اللاعبين الجدد” فى سوريا

إنهاء النفوذ الإيراني

فيما يقول الخبير في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، إن هناك ثوابت يتحرك من خلالها هذا الاتفاق، يدور في الأساس، حول ما تتمسك به واشنطن مع أي رئيس للولايات المتحدة، من الديمقراطي جو بايدن وصولًا إلى الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، وهو حماية أمن إسرائيل، والذي قد يحتاج لـ”شرطي” في المحيط القادم من إيران ما بين العراق وسوريا، وهو الدور الذي يبدو بوضوح أن تركيا ستكون منوطة به، لإنهاء أي نفوذ إيراني على هذا الخط.

دور محوري لتركيا

ويعتقد ياسين في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن هذا الاتفاق،  يُحقق مصالح عدة لتركيا كدولة إقليمية، بالحصول على دور محوري وجانب من الثقة والاعتماد لا سيما من جانب إدارة الرئيس الأمريكي القادم ترامب، الذي يعمل جاهدًا على حماية أمن إسرائيل، وأيضًا يخدم الولايات المتحدة في ظل الرغبة بتأمين مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، حتى تتفرغ للمواجهة مع الصين.

ولفت إلى أن من أبرز نتائج مثل هذا “التوافق” على سوريا الجديدة هو استبدال النفوذ الإيراني بهيمنة تركية في الداخل، من خلال “هيئة تحرير الشام” التي تتصدر المشهد وتدعمها أنقرة على نطاق واسع بتفاهم وترتيب مع مؤسسات أمريكية من جهة، ومع بريطانيا ودول بارزة في حلف الناتو، من جهة أخرى.

عوائق في الطريق

وتابع ياسين بأن تركيا ترى أنها جاهزة لعدة أدوار مهمة في المنطقة خلال الفترة المقبلة، بعد أن كان دورها متراجعًا بفعل قوى دولية، وأيضًا إقليمية أبرزها إيران، وهذا ما ظهر في عدم وجود دور إقليمي تركي خلال عمليات التسويات والمفاوضات والمباحثات الدولية والإقليمية، لا سيما خلال العام الأخير على مستويات أزمات الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان.

ويرى ياسين أن العائق الوحيد في هذا “التوافق” بين واشنطن وأنقرة، هو عدم وصول الأخيرة إلى صيغة تتعلق بمستقبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والدعم الأمريكي للأكراد، في ظل رغبة تركيا بالوصول إلى إطار يضمن لها إنهاء ما تراه أنقرة “تهديدًا كرديًّا” لأمنها القومي

نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر.
يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى