100 ألف مقاتل شاركوا في الهجوم على سوريا

قال الباحث في العلاقات الدولية عمرو حسين إن الهجوم الذي قامت به جبهة تحرير الشام في الشمال السوري مؤخراً تم بأكثر من 100 ألف مقاتل، مسلحين بآليات متقدمة وحديثة.

وأوضح أن هناك قوى إقليمية ودولية، قامت بإمداد هذه الفصائل المسلحة بنوعيات متطورة من الطائرات المسيرة التي تم التدريب عليها من جانب خبراء أجانب.

ورأى حسين، أن “الانفجار” الذي حدث في الشمال السوري مع سقوط حلب يتعلق بمصالح إقليمية دولية تمثلها تيارات وقوى مسلحة.

الخيوط متشابكة في مشهد حلب.. لماذا جاء هذا الانفجار دون مقدمات؟

الوضع في الشرق الأوسط يتغير، وذلك أدى إلى تكوينات من الخيوط المتشابكة، سوريا تميل إلى الجانب الإيراني والروسي، وإيران تأثرت بالحرب في غزة واستهداف حزب الله في لبنان، وباتت الفصائل التابعة لها في عدة مناطق باليمن وسوريا أضعف.

والجانب الروسي منشغل في الحرب بأوكرانيا لاسيما بعد استهداف العمق بصواريخ أمريكية من كييف، فوجدت الفصائل أن الفرصة سانحة للهجوم على الشمال السوري لاسيما أن هذه المناطق هشة أمنياً ويمكن اختراقها، وتمكنت تلك الفصائل من دخول حلب سريعاً، وهي متمتعة بأسلحة وأليات متقدمة ليست متوفرة للجانب السوري ومن معه من قوى إيرانية.

ويتزامن مع كل ذلك الانتقال بين إدارتين في الولايات المتحدة من جو بايدن إلى دونالد ترامب، بالإضافة إلى أن سوريا باتت ساحة كبيرة تتواجد فيها تيارات وجماعات تدعمها قوى إقليمية ودولية. ويكفي ما تم رصده من وجود أكثر من 500 نقطة عسكرية أجنبية في سوريا.

ماذا وراء الأوامر التي صدرت للجيش السوري بالانسحاب؟

الهجوم الذي قامت به جبهة تحرير الشام في الشمال السوري كان موسعاً وضم أكثر من 100 ألف مقاتل، مسلحين بآليات متقدمة وحديثة.

منذ 2021 قامت قوى إقليمية بإمداد هذه الفصائل المسلحة بنوعيات متطورة من الطائرات المسيرة التي تم التدريب عليها من جانب خبراء أجانب، وكان هناك اتفاق “أستانا” لتخفيض التصعيد إلا أنه بعد الضربات الإسرائيلية للجيش السوري على مدار 14 شهراً، واستهداف ميليشيات إيرانية بالعمق السوري وكذلك ما جرى لـ”حزب الله” في لبنان خلال الحرب التي جاء معها اتفاق “هش” لوقف إطلاق النار، جعل الفرصة سانحة للفصائل المسلحة للهجوم على الجيش السوري الذي لم يكن مستعداً لكل هذه الترتيبات والمستجدات، فجاء الانسحاب بهذا الشكل حتى يخفف من خسائره لإعادة تقييم الموقف والتحرك من جديد مع توفر الإمدادات ووضع خطط للمواجهة.

 كيف ترى ما يقال عن وجود رفض روسي للقوى الإيرانية في سوريا؛ مما جاء بأداء متخبط من المؤسسات السورية خلال المواجهة؟

الجانب الروسي حاضر منذ 2015 وقام بعمليات داخل الأراضي السورية، وهناك تواجد قوي لفرق إيرانية.

النفوذ الروسي في سوريا مهم للغاية لوضع موطئ قدم بالبحر المتوسط لاسيما من خلال قاعدة طرطوس، ولكن الوجود الإيراني مبني على أساس مذهبي، يستهدف أغراضاً توسعية لطهران.

وروسيا رأت أن الحضور الإيراني بهذا الحجم والشكل يعمق الأزمة في سوريا؛ لأن ذلك سيتيح فرص استهداف من الولايات المتحدة وإسرائيل، ونظراً للوجود الإيراني في سوريا، هناك إحراج كبير للجانب الروسي الذي يستهدف بالخطأ عبر ضربات إسرائيلية للميليشات الإيرانية في حين أن موسكو تعهدت بعدم الرد في حال استهدفت تل أبيب الميليشيات الإيرانية.

وبجانب ذلك فإن التواجد الإيراني في سوريا غير مرحب به شعبياً، الأمر الذي جعل الفصائل المسلحة تتخذ من ذلك ذريعة من أجل الهجوم على الجيش السوري في حلب، وقامت بتسمية ما قامت به “عملية تحرير” لسيطرة الميليشيات الإيرانية على مناطق واسعة في الشمال السوري.

هناك في دير الزور صراع وأطراف دولية وإقليمية وتقهقر لميليشيات إيرانية.. ما الهدف في هذه المنطقة؟

دير الزور محافظة سورية لها أهمية خاصة، فهي الخط الفاصل بين الفرات “الشرقي” الذي يحمل سيطرة من الميليشيات الإيرانية بالإضافة إلى نفوذ روسي، والغربي الذي يشهد تواجداً أمريكياً يستخدم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في المواجهة؛ ما جعلها منطقة صراع دولي وإقليمي على النفوذ، خاصة أن هناك مكوناً عربياً يعاني بشدة أمام تواجد كردي في تلك المنطقة.

وهناك صراع بين فصائل عربية وكردية، في ظل دعم القوات الأمريكية لـ”قسد” حتى لا تستطيع الميليشيات الإيرانية السيطرة على تلك المنطقة، لذلك تعتبر دير الزور نقطة صراع دولي بين روسيا وإيران وأمريكا.

 كيف تتوقع التعامل المنتظر لإدارة ترامب مع هذا الملف؟

علاقة إدارة ترامب منذ الولاية الأولى “فاترة” مع دمشق، ودائماً ما كان الرئيس الجمهوري يطلق أوصافاً غير لائقة على الرئيس السوري بشار الأسد، وهو يرى أن النظام السوري ضمن المحور الإيراني الذي يستهدف تقليم أظافره لحماية أمن إسرائيل، وما يأتي بعد ذلك أمور فرعية يتم حلها وترتيبها.

 هل يستطيع الجيش السوري تكرار ما حدث قبل ذلك باستعادة الأمور لصالحه؟

الجيش السوري سيعمل على تجميع صفوفه وتصحيح أخطائه، فهو في الأساس لديه خبرات قتالية في التعامل مع تلك الميليشيات التي حاربها على مدار أكثر من 11 عاماً، وبمساعدة إيران وروسيا، سيتمكن الجيش السوري من استعادة تلك المناطق عبر حرب من الجائز أن تستمر لسنوات، لأن هذه الميليشيات لديها مدد من قوى إقليمية ودولية، ولذلك سيكون هناك معارك عنيفة، الحرب فرضت نفسها مجدداً في سوريا، وهذه الفصائل قامت بإعادة تجميع نفسها ولديها قدرات تسليحية متطورة.

إطلاق النار عاد مهدداً في لبنان.. هل اشتعال الجبهة اللبنانية مجدداً يغير الوضع في سوريا حالياً؟

إسرائيل دائما تتلاعب بالاتفاقيات، كل هدفها نزع سلاح حزب الله، ومن خلال الخرق للهدنة، توجه تل أبيب رسائل لـ”حزب الله” بالاستمرار في استهداف منظومته التسليحية، خاصة أن ما يجري في سوريا على عدة محاور، يحمل جانباً أساسياً من عرقلة مباشرة لخطوط إمدادات السلاح القادمة من طهران لهذه الجبهة.

لا يمكن فصل الجبهة اللبنانية عن الجبهة السورية، وقبل اشتعال الأوضاع في الشمال السوري، كانت تل أبيب تستهدف عدة مدن رئيسة منها دمشق واللاذقية وحمص، أماكن تواجد حزب الله والقوات الموالية لإيران، لذلك تم نقل المعركة من لبنان إلى شمال سوريا.

نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر.
يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى