أمريكا تستخدم “الفيتو” ضد وقف إطلاق النار في غزة

استخدمت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي كان يطالب بوقف فوري للقتال في غزة. وقد شهدت جلسة التصويت دعم جميع أعضاء المجلس للمشروع، باستثناء الولايات المتحدة.

وجاء ذلك في وقت كان يشهد توتراً شديداً داخل القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن رد فعل الولايات المتحدة في النقاش الحساس المتوقع في مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في غزة. وكان من المتوقع، حسب ما أفادت صحيفة “معاريف”، أن يصوت المجلس على اقتراح لوقف إطلاق النار في القطاع، إلا أن الفيتو الأمريكي حال دون إقرار القرار.

الفيتو هو حق يستخدمه أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويمنح أي من الأعضاء الدائمين (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا) القدرة على منع اتخاذ قرارات هامة، حتى إذا كانت جميع الدول الأخرى في المجلس تؤيدها. وهو أحد الآليات التي أُدخلت لضمان التوازن بين القوى الكبرى، خصوصاً بعد تأسيس الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية.

متى بدأ العمل بالفيتو؟

بدأ العمل بحق النقض (الفيتو) مع تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، وذلك في إطار النظام الذي تم وضعه بموجب ميثاق الأمم المتحدة. تم منح الدول الخمس الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي آنذاك، المملكة المتحدة، فرنسا، الصين) حق النقض، وذلك لضمان أن هذه الدول يمكنها التحكم في القرارات الهامة التي قد تؤثر على السلم والأمن الدوليين.

لماذا تم منح الفيتو لهذه الدول؟

تم منح حق الفيتو للدول الخمس الكبرى بموجب ميثاق الأمم المتحدة كجزء من صفقة سياسية تهدف إلى ضمان التوازن في القوة بين هذه الدول بعد الحرب العالمية الثانية. كانت تلك الدول تشكل القوى العظمى التي حسمت نتائج الحرب وأرست النظام الدولي الجديد، وكان منحهم حق الفيتو جزءاً من مبدأ “الرضا الدولي” لضمان استقرار وفعالية المنظمة الدولية. إذا كانت إحدى هذه الدول ترفض قراراً، فإن المجلس لا يمكنه إقراره، مما يمنح هذه الدول القوة الأكبر في تحديد السياسات الدولية.

سبب عمل الفيتو لدول بعينها

فيما يتعلق بالسبب وراء منح الفيتو فقط للدول الخمس الكبرى، يعود ذلك إلى:

  1. التوازن السياسي والعسكري: بعد الحرب العالمية الثانية، كانت هذه الدول تمتلك القوة العسكرية والسياسية التي أهلتها للهيمنة على شؤون العالم، بما في ذلك الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
  2. ضمان التوافق الدولي: من خلال منح هذه الدول الخمس حق النقض، كان الهدف هو تجنب الخلافات الكبيرة داخل مجلس الأمن، وضمان أن القرارات التي تُتخذ لن تكون مجحفة أو غير متوازنة لصالح طرف دون آخر.
  3. الاستقرار الدولي: الفيتو كان يُعتبر وسيلة لضمان عدم اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تصعيد الأزمات أو الحروب العالمية الجديدة، وذلك باستخدام القوة السياسية للدول الكبرى لتوجيه قرارات المجلس بشكل يتناسب مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية.

فيتو الدول الكبرى وتأثيره

استخدام الفيتو من قبل هذه الدول أصبح جزءاً مهماً من السياسة الدولية، وغالباً ما يُستخدم لحماية المصالح الوطنية أو الاستراتيجية لتلك الدول، خاصة في القضايا الحساسة مثل النزاعات الإقليمية، وحروب الأقاليم، وحقوق الإنسان، والقضايا السياسية الكبرى مثل أزمة الشرق الأوسط أو الأزمات في أوكرانيا.

في الختام، كان الفيتو أداة تم تصميمها لضمان استقرار النظام الدولي، ولكنه في الوقت نفسه أصبح أداة للتنافس السياسي بين الدول الكبرى، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى عرقلة القرارات التي قد تكون لصالح مصالح الدول الأخرى أو للمجتمع الدولي بشكل عام.

نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر.
يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى