ترامب يكليف”إيلون ماسك يتولى مهمة التغيير الجذري في حكم أميركا
ترمب يواصل تعيين "الموالين" في إدارته لتغيير جذري في حكم أميركا
واصل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ترشيح مجموعة من الموالين له لشغل المناصب الرئيسية في إدارته المقبلة، في خطوة تسعى لتوطيد سلطته وفرض رؤيته لتغيير جذري في المؤسسات الحكومية. جاءت هذه الترشيحات في وقت حساس، حيث يسعى ترمب إلى إحداث تحولات كبيرة في الطريقة التي يتم بها إدارة الولايات المتحدة.
الترشيحات الرئيسية في الإدارة الجديدة
من أبرز الترشيحات التي أعلن عنها ترامب، اختيار مقدم البرامج التلفزيونية المعروف، بيت هيغسيث، وزيرًا للدفاع، كريستي نويم، حاكمة ولاية ساوث داكوتا، وزيرة للأمن الداخلي، وجون راتكليف، المدير السابق للاستخبارات الوطنية، مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”. كما تم اختيار ستيفن ويتكوف، المستثمر العقاري، مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط، ومايك هاكابي، الحاكم السابق لأركنسو، سفيرًا لدى إسرائيل.
دائرة الكفاءة الحكومية: خطوة نحو “التغيير الجذري”
إحدى المفاجآت الكبرى التي حملتها هذه الترشيحات كانت إعلان ترامب عن إنشاء دائرة الكفاءة الحكومية، والتي يُتوقع أن يكون لإيلون ماسك، الملياردير صاحب شركات “تسلا” و”سبايس إكس”، دور رئيسي فيها. الدائرة تهدف إلى إحداث “تغيير جذري” في المؤسسات الحكومية عبر تفكيك البيروقراطية، تقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الحكومية. ماسك، الذي يشتهر بنهجه الثوري في إدارة الأعمال، سيقود هذه المبادرة التي تسعى لإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية لتصبح أكثر كفاءة ومرونة في مواجهة التحديات الحالية.
أحد العوامل المثيرة في هذه الدائرة هو تشابه اسمها مع عملة دوجكوين المشفرة، التي أطلقها ماسك، ما يضيف بعدًا رمزيًا لفكرة “التغيير الثوري” التي يسعى لتحقيقها. وتعهد ترمب بتقديم توصيات لإصلاح العمليات الفيدرالية، بالتعاون مع البيت الأبيض ومكتب الميزانية، بينما يترقب الجمهوريون فرصتهم لتمرير تغييرات في مجلس النواب والشيوخ بعد فوزهم في الانتخابات.
إيلون ماسك: تحديات واعدة
يمثل اختيار ماسك، رغم بعض المخاوف من تضارب مصالحه التجارية مع الوظيفة الحكومية، خطوة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية. حيث أن شركات ماسك في مجالات السيارات والفضاء استفادت بشكل كبير من العقود الحكومية والإعانات. ولكن رغم هذه المخاوف، يُعتبر ماسك حليفًا مهمًا لترمب، حيث تبرع بأكثر من 118 مليون دولار لحملته الانتخابية.
ويحظى ماسك بمؤيدين في دائرة الترشيحات الجديدة الذين يتبنون فكرة “مشاريع مانهاتن” جديدة، وهي مقارنة لمشاريع حكومية كبيرة وابتكارية، مثل مشروع مانهاتن الذي طور الأسلحة النووية في الأربعينات. ويعتقد هؤلاء أن الحكومة الأمريكية بحاجة إلى تغيير جذري في طريقة عملها، وخاصة في مجال الابتكار والتكنولوجيا.
أسماء أخرى في المناصب البارزة
من جانب آخر، أثار اختيار بيت هيغسيث ليكون وزيرًا للدفاع بعض الاستفهامات، خاصة في ضوء تجربته المحدودة في إدارة شؤون وزارة الدفاع. لكن ترمب يراهن على علاقته الوثيقة بهيغسيث، الذي خدم في الحرس الوطني في العراق وأفغانستان، وعُرف بتوجهاته السياسية المحافظة.
أما كريستي نويم، فقد تم ترشيحها لتولي وزارة الأمن الداخلي، وهو منصب حساس يتطلب التعامل مع قضايا الأمن الداخلي والمهاجرين. ورغم الانتقادات التي طالته بشأن خبرتها في هذا المجال، أكدت العملية الانتقالية أن نويم، بصفتها حاكمة ولاية ساوث داكوتا، تتمتع بخبرة إدارية وفهم عميق لأولويات السياسة المحلية.
جون راتكليف: قنبلة الاستخبارات
أما ترشيح جون راتكليف، الذي سيشرف على وكالة الاستخبارات المركزية، فيبدو أنه يستكمل مسيرة تعيينات ترمب التي تركز على الولاء الشخصي. راتكليف، الذي كان يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية، يعتبر أحد أكثر الصقور تطرفًا في مواقفه ضد الصين والتهديدات الدولية. ويؤكد ترمب أن راتكليف هو الشخص الأنسب لهذا المنصب بفضل خلفيته الاستخباراتية وولائه المطلق للرئاسة.
الترشيحات لتغيير السياسة الخارجية
تأخذ السياسة الخارجية حيزًا كبيرًا في اختيارات ترمب أيضًا. فقد تم اختيار مايك هاكابي، الحاكم السابق لأركنسو، ليكون سفيرًا لدى إسرائيل. هاكابي، الذي يعد من أبرز الداعمين لإسرائيل، معروف بمواقفه المتشددة ضد حركات مثل حماس، وهو من المدافعين عن سياسات ترمب في الشرق الأوسط. أما ستيفن ويتكوف، الذي تم تعيينه مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط، فهو مقرب من ترمب ويمتلك علاقات واسعة في المنطقة.
وتعتبر هذه الترشيحات جزءًا من خطة ترمب الأوسع لتغيير الطريقة التي تدير بها الولايات المتحدة شؤونها السياسية والاقتصادية. ومع تمتع هؤلاء المرشحين بسمعة قوية في مجالاتهم، فإنهم يحملون رؤية تهدف إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية، وتبني سياسات أكثر تشددًا في الأمن الداخلي والخارجي. في الوقت نفسه، تثير هذه الاختيارات العديد من الأسئلة حول الطريقة التي سيتعامل بها ترمب مع التحديات السياسية والتقنية التي ستواجه إدارته الجديدة.