ترامب يتوعد بنزع فتيل الحرب فى غزة ولبنان
فيما يتعلق بالنزاع الحالي في غزة ولبنان، لم يقف ترامب بعيدًا عن الصراع، إذ أعرب عن دعمه القوي لإسرائيل، مكررًا موقفه التقليدي الراسخ في صف السياسات الإسرائيلية. خلال فترته الرئاسية، قام ترامب بسلسلة من الخطوات التي عززت علاقته مع إسرائيل، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وكذلك الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وكلها خطوات أثارت قلق الفلسطينيين وحلفائهم.
ترامب وحرب غزة
ترامب يعبّر عادة عن دعمه الكامل لإسرائيل فيما يعتبره “حقها في الدفاع عن نفسها”. كما يروج لفكرة أن حركة حماس والجماعات المسلحة في غزة تمثل تهديداً إرهابياً يجب على إسرائيل مواجهته بكل قوة. يرى ترامب أن دعم إسرائيل ضد ما يعتبره “الإرهاب” في غزة أمر ضروري للحفاظ على استقرار المنطقة، متجاهلاً في كثير من الأحيان الدعوات لوقف التصعيد أو البحث عن حلول دبلوماسية.
ترامب ولبنان
أما بالنسبة للبنان، فترامب يعتبر حزب الله تهديدًا لإسرائيل وأمريكا، ويعارض أي تدخل أو دعم للحكومة اللبنانية ما دامت لا تسيطر على أنشطة الحزب. خلال فترة رئاسته، فرض عقوبات مشددة على الحزب وعلى بنوك لبنانية وشخصيات يُشتبه في تورطها بدعمه. وتأتي هذه العقوبات في إطار سياسة “الضغط القصوى” التي اعتبرها ترامب وسيلة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث يرى أن إيران تدعم حزب الله بشكل رئيسي.
رؤية ترامب للحل
تبدو رؤية ترامب حول الصراع في غزة ولبنان متشددة وتميل للجانب العسكري أكثر من الجانب الدبلوماسي. ويرى البعض أن هذا الموقف يمكن أن يزيد من حدة التوتر ويُصعب الوصول إلى حل دائم. وتثير تصريحات ترامب بشأن دعمه غير المشروط لإسرائيل مخاوف من تصاعد العنف، خاصةً في ظل وجود قوات حزب الله على الحدود اللبنانية، مما يجعل أي تصعيد مستقبلي مرشحًا للتوسع.
تأثير سياسات ترامب على المنطقة
سياسات ترامب المتشددة تجاه إيران والمنظمات المسلحة المدعومة منها في لبنان وغزة تزيد من تعقيد المشهد، وقد تدفع الأطراف إلى الاستعداد للمواجهة بدلًا من البحث عن التهدئة. ومع احتمال عودته إلى السلطة، تخشى بعض الأطراف أن يتبنى ترامب مجددًا سياسات ترفع من وتيرة التصعيد وتقلل فرص التوصل إلى حلول سياسية للصراعات في المنطقة.
ترامب والأزمة في أوكرانيا
ترامب لديه موقف مثير للجدل بشأن الأزمة في أوكرانيا، وقد اتخذ نهجاً مختلفاً عن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس بايدن. منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، دعا ترامب إلى تبني سياسات حذرة تجاه روسيا، وأشار في عدة مناسبات إلى أنه كان يمكنه منع الصراع لو كان في السلطة، متهمًا إدارة بايدن بالفشل في تجنب التصعيد.
موقف ترامب من روسيا وأوكرانيا
ترامب يُعتبر أكثر مرونة تجاه روسيا مقارنةً بكثير من الساسة الأمريكيين، ويرى أن اتخاذ موقف عدائي تجاه موسكو ليس بالضرورة في مصلحة الولايات المتحدة. خلال رئاسته، أبدى احتراماً لبوتين، رغم فرضه بعض العقوبات على روسيا، ولكنه انتقد المؤسسات الأمريكية، مثل حلف الناتو، التي تُعتبر داعمة لأوكرانيا في مواجهة روسيا. من منظور ترامب، فإن تعزيز التحالفات مع روسيا قد يكون استراتيجية أكثر فعالية من المواجهة.
انتقاداته لإدارة بايدن في أزمة أوكرانيا
يكرر ترامب في خطابه أن بايدن أخفق في منع الحرب وأن سياساته سمحت لبوتين باتخاذ خطواته في أوكرانيا. يرى ترامب أن الدعم الأمريكي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات العسكرية الضخمة، يمثل استنزافاً لميزانية الولايات المتحدة دون فائدة مباشرة للأمن القومي الأمريكي، وقد أبدى استياءه من “الإنفاق الهائل” على الصراع.
رؤية ترامب المستقبلية للأزمة الأوكرانية
في حالة عودته إلى السلطة، يقترح ترامب تبني نهج جديد، ربما يعتمد على التفاوض المباشر مع بوتين ومحاولة التوصل إلى “صفقة” لإنهاء الصراع. وأشار في عدة تصريحات إلى أنه كان يمكنه إنهاء الحرب “في يوم واحد” من خلال الدبلوماسية المباشرة. ومع ذلك، لم يوضح تفاصيل دقيقة حول هذه الصفقة، لكنه يتحدث عن إمكانية التوصل إلى تسوية تتضمن تنازلات من جميع الأطراف، وهو ما يراه البعض موقفاً مثيراً للقلق، حيث قد يعني ذلك ضمناً قبول بعض مطالب روسيا على حساب أوكرانيا.
التداعيات المحتملة
سياسة ترامب تجاه أوكرانيا قد تؤدي إلى تغيير جذري في الموقف الأمريكي حيال الأزمة، مما قد يؤثر على وحدة التحالف الغربي ويدفع بعض الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم دورها في دعم أوكرانيا. كما أن ميل ترامب للتفاوض مع بوتين قد يضع أوكرانيا في موقف صعب، خاصةً إذا كان ذلك على حساب مصالحها المباشرة.
بالمجمل، يرى البعض أن عودة ترامب قد تُضعف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بينما يؤيد آخرون نهجه الحذر، معتبرين أن المفاوضات قد تفتح المجال أمام تسوية سياسية طويلة الأمد وتجنب تصعيد الأزمة إلى حرب أوسع نطاقاً.