“الأمان، الاقتصاد، ومستقبل الدولتين… كيف يرى الإسرائيليون الوضع بعد عام من الحرب؟”
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد يفقد السلطة إذا أُجريت انتخابات مبكرة. ومع ذلك، تكشف الدراسات المتعمقة أن أفكار هذا اليمين قد ترسخت بعمق في مفاهيم الجمهور الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
فعلى الرغم من أن استطلاعات سابقة أظهرت أن أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين كانوا يدعمون تسوية الصراع على أساس “حل الدولتين”، فإن الاستطلاعات الحديثة تشير إلى تغير كبير في هذه الآراء. حيث أظهر استطلاع حديث، أجراه مركز “فيتربي” للرأي العام وأبحاث السياسات في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أن 61% من اليهود الإسرائيليين المستطلعين يرفضون حق الفلسطينيين في إقامة دولة خاصة بهم.
الاستطلاع، الذي أُجري بمناسبة مرور عام على حرب غزة، شمل عينة من ألف شخص، منهم 800 من اليهود و200 من العرب، بأعمار تبدأ من 18 عاماً فما فوق. النتائج كشفت أن رفض إقامة دولة فلسطينية لم يعد مقتصراً على معسكر اليمين فقط، بل امتد إلى الوسط الليبرالي، حيث أظهر 61% من المستطلعين من هذا التيار رفضهم لحق الفلسطينيين في دولة. أما في أوساط اليسار اليهودي، فقد قال 27% منهم إنهم “لم يعودوا يؤمنون بهذا الحق”، بينما لا يزال 73% من اليساريين يؤيدون حق الفلسطينيين في إقامة دولة.
تراجع تأييد الإسرائيليين لحق الفلسطينيين في دولة
من خلال مراجعة استطلاعات سابقة، يتضح أن التراجع الإسرائيلي في تأييد حق الفلسطينيين في دولة لم يبدأ مع هجوم “حماس” في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بل سبق هذا الحدث، ولكن الهجوم أدى إلى زيادة كبيرة في هذا التراجع. وقد أحدث الهجوم أيضاً تغييرات ملحوظة في مفاهيم الجمهور الإسرائيلي، مما يشير إلى أن أفكار الحكومة اليمينية المتطرفة بدأت تتغلغل في نفوسهم.
من سيحكم غزة؟
عندما تم استطلاع آراء الإسرائيليين حول من يجب أن يحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وتم تقديم ثلاث خيارات (قوة متعددة الجنسيات، إسرائيل، أو السلطة الفلسطينية)، جاءت النتائج متماشية مع مواقف الحكومة. حيث أظهر الاستطلاع أن 37% من المشاركين يفضلون قوة متعددة الجنسيات، بينما رأى 34% أن السيطرة يجب أن تكون في يد إسرائيل، في حين قال 11.5% فقط إنهم يفضلون نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية.
أما في صفوف اليهود المشاركين في الاستطلاع، فقد بلغت نسبة مؤيدي سيطرة قوة متعددة الجنسيات 40%، في حين أيد 39% منهم سيطرة إسرائيل على القطاع. وأشارت أقلية ضئيلة (8%) إلى أن السلطة الفلسطينية يجب أن تسيطر على غزة، بينما فضّل 1% فقط تسليم السيطرة إلى “حماس”.
تباين المواقف بحسب التوجه السياسي
عند النظر إلى التوجهات السياسية، تبين أن 43% من المشاركين من اليسار يؤيدون سيطرة قوة متعددة الجنسيات على غزة، بينما يؤيد 27% منهم نقل الحكم إلى السلطة الفلسطينية. في الوسط السياسي، أيدت الأغلبية (57%) فكرة تسليم السلطة لقوة متعددة الجنسيات، بينما أيد 19% فقط بقاء السيطرة في يد إسرائيل.
أما في معسكر اليمين، فقد كانت الأغلبية (56%) مع بقاء السيطرة الإسرائيلية على غزة، في حين أيد 31% منهم نقل السلطة إلى قوة متعددة الجنسيات.
الأمان الشخصي والاقتصاد
وعند سؤال المستطلعين عن شعورهم بالأمان الشخصي بعد أحداث أكتوبر، أفاد ثلثا العينة بأن شعورهم بالأمان قد تدهور مقارنة بالفترة السابقة. هذا الشعور كان متشابهاً بين اليهود والعرب في إسرائيل، حيث أبلغ 86% من المستطلعين العرب عن شعورهم بتدهور في مستوى الأمان الشخصي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أفادت نسبة كبيرة من المستطلعين بأن أوضاعهم الاقتصادية تدهورت بعد أحداث أكتوبر 2023، فيما ذكر البعض أن أوضاعهم لم تتغير. بينما أفادت أقلية صغيرة بتحسن وضعهم الاقتصادي.
نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر. يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم.
