“هل تنجح واشنطن في فرض معادلة ‘بيروت مقابل حيفا’ بين إسرائيل وحزب الله؟”
استبعد محللون سياسيون نجاح الولايات المتحدة في فرض أي معادلة تتعلق بوقف القصف أو منع استهداف مدن معينة في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وميليشيا “حزب الله“، مؤكدين أنه من الصعب تحصين مناطق جغرافية من إطلاق النار أو عقد مقايضات تضع مدناً مقابل أخرى في الحرب الجارية.
تأتي هذه التحليلات بعد تسريبات غير مؤكدة عن جهود أمريكية لتكريس “معادلة” توقف بموجبها إسرائيل القصف على العاصمة اللبنانية بيروت، مقابل امتناع “حزب الله” عن استهداف مدينة حيفا بالصواريخ والطائرات المسيرة.
إلا أن المحللين الذين تحدثوا إلى استبعدوا إمكانية نجاح معادلة مثل “بيروت مقابل حيفا” لأسباب متعددة، أبرزها أن إسرائيل لن تقبل بأي قواعد اشتباك جديدة تمنح “حزب الله” فرصة لالتقاط أنفاسه وإعادة ترتيب صفوفه. كما أشاروا إلى أن “حزب الله” في حال انخراطه في معادلة جغرافية، لن تكون بيروت محط اهتمامه بقدر “الضاحية الجنوبية”، التي تعتبر مركزاً عسكرياً وتنظيمياً مهماً للتنظيم، وتضم العديد من القيادات المؤثرة.
وفي هذا السياق، أشار د. حسين الديك، أستاذ العلاقات الدولية وخبير الشأن الأمريكي، إلى أن المسألة تتجاوز مجرد تبادل الاستهدافات بين بيروت وحيفا. وأوضح أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف أوسع تشمل القضاء على “حزب الله” وإحداث تغييرات جيوسياسية كبيرة في المنطقة. وأضاف الديك أن تل أبيب تعمل على تهجير المواطنين من المناطق الداعمة لـ”حزب الله” في لبنان إلى سوريا والعراق من خلال الاستهداف المباشر للمدنيين، مما يجعل أي حديث عن مقايضات مثل “بيروت مقابل حيفا” بلا معنى.
وأكد الديك أن تصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت، ليزا جونسون، حول الاستعداد لمرحلة ما بعد “حزب الله” تعكس التوجه الأمريكي والإسرائيلي نحو تغييرات جذرية تتجاوز لبنان، وقد تمتد إلى إيران والنظام الإيراني نفسه، مع وجود أصوات داخل إسرائيل تطالب بتغيير النظام في طهران.
من جانبه، أبدى المحلل السياسي بيار منير شكوكه حول جدية الولايات المتحدة في السعي نحو إبرام هذه المعادلة، معتبراً أن أي حديث عن “بيروت مقابل حيفا” لا يتعدى كونه جزءاً من بروباغندا سياسية، مشيراً إلى أن إسرائيل لن توافق على أي اتفاق يعيد “حزب الله” إلى الميدان ويمنحه القدرة على إعادة بناء قواه.
وأوضح منير أن “حزب الله” يولي أهمية كبيرة للضاحية الجنوبية، وهي التي قد تكون طرفاً في أي معادلة محتملة مقابل حيفا، وليس بيروت ككل، على الرغم من أن الضاحية جزء من العاصمة. وأكد أن الضاحية الجنوبية، رغم تعرضها للتدمير، لا تزال تحتفظ بجوانب تنظيمية وعسكرية مهمة، بما في ذلك شبكة أنفاق معقدة تستخدمها قيادة “حزب الله”.
وأضاف منير أن إسرائيل تريد استمرار توجيه الضربات الصاروخية لحيفا، والتي يمكنها التصدي لها عبر أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، لكنها في المقابل تسعى للحصول على تبرير دولي لتدمير بيروت بشكل أكبر. ورأى أن الفارق في حجم الهجمات بين بيروت وحيفا يجعل من غير الواقعي مقارنة الأضرار بين المدينتين أو التفكير في عقد مقايضة جغرافية بينهما.
واضاف المحللون بالإشارة إلى أن أي معادلة قد تطرح بين إسرائيل و”حزب الله” لن تشمل بيروت مقابل حيفا، وإنما ربما الضاحية الجنوبية مقابل المدينة الإسرائيلية، نظراً للأهمية الاستراتيجية والعسكرية التي تحتفظ بها الضاحية لـ”حزب الله”، وهو ما يجعل من غير المرجح أن توافق إسرائيل على مثل هذه الصفقة.
نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر. يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم.