“محادثات أمريكية-إسرائيلية: تصعيد العمليات في لبنان مقابل تقليص الهجمات على إيران “
وسط تبادل التهديدات بين طهران وتل أبيب، حيث تلوح إسرائيل برد عسكري واسع على الصواريخ الإيرانية، ويهدد الإيرانيون برد على الرد بضرب بنى تحتية حيوية، تواصل الولايات المتحدة جهودها لاحتواء التوتر. وتكثف واشنطن اتصالاتها مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي، بهدف منع التصعيد في المنطقة.
مصادر مطلعة كشفت أن هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجه نحو “صفقة” تقضي بتقليص الضربات الإسرائيلية على إيران، مقابل تصعيد الضربات على أهداف في لبنان. وأوضحت المصادر أن واشنطن، التي كانت قد اتفقت مع إسرائيل على أن تقتصر عملياتها في لبنان على استهداف “حزب الله” في مناطق محددة مثل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بدأت تتغاضى عن توسيع نطاق العمليات الإسرائيلية هناك.
وأشارت تقارير صحفية بريطانية إلى أن إسرائيل تنفذ منذ الثلاثاء غارات مكثفة على مواقع في لبنان، بمعدل ألف غارة يوميًا، وهو ضعف عدد الغارات التي شنتها القوات الأمريكية في العراق عام 2017. ورغم أن المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس جو بايدن، يوجهون انتقادات خجولة لهذه العمليات، فإن تل أبيب تفسر ذلك على أنه ضوء أخضر ضمني من واشنطن لتوسيع هجماتها في لبنان، مقابل تخفيف التصعيد تجاه إيران.
من جانبها، تسعى الإدارة الأمريكية إلى منع نتنياهو من دفعها إلى حرب إقليمية واسعة قد تقوض جهودها في التفاوض على اتفاق نووي جديد مع طهران. ورغم الضغوط الأمريكية، يواصل نتنياهو التلويح بخطط لضرب منشآت نووية إيرانية أو أهداف حيوية مثل منشآت النفط، معتبرًا أن الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل هو “واجب” و”خدمة لمصالح الغرب” التي تتولى إسرائيل حمايتها.
في الوقت نفسه، تتصاعد المخاوف في واشنطن من أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد التصعيد حتى ما بعد الانتخابات الأمريكية، بهدف تعزيز فرص المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقد اعتبر مسؤولون أمريكيون أن هذا التصرف يمثل “نكرانًا للجميل”، خاصة في ظل المساعدات الكبيرة التي تقدمها واشنطن لإسرائيل.
وكان من المتوقع أن يجري الرئيس بايدن محادثة مع نتنياهو قبل أيام، لمناقشة طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني، إلا أن بايدن أرجأ تلك المحادثة، بحسب تقارير إسرائيلية، لأنه “لم يعد يطيق سماع اسم نتنياهو”. ومع ذلك، تؤكد التقارير أن التنسيق العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة مستمر، وأن الهجمات الإسرائيلية المحتملة على إيران ستتم بموافقة أمريكية، وإن كانت واشنطن تحاول تأخير هذا السيناريو لمنع جرها إلى مواجهة مباشرة مع إيران.
تصريحات بايدن الأخيرة للصحافيين تضمنت تأكيدًا على استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، لكنه شدد على أن “الكثير لا يزال يتعين القيام به” لتجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط. وفي حين يسعى وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى تصعيد الرد العسكري على إيران وتحقيق “ثمن باهظ” من نظام الحكم في طهران، تحاول إسرائيل الضغط على الدول الغربية لفرض عقوبات أشد على إيران، مستغلة الهجوم الصاروخي الأخير لتشديد المواقف الدولية ضد طهران