يرى خبراء ومختصون بالشؤون السياسية والعسكرية، أن اتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارًا باستئناف الحرب في قطاع غزة بعد تمرير صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع حركة حماس، مرهون بثلاثة شروط رئيسة.
والشروط الثلاثة، وفق الخبراء تتمثل في استئناف الجناح المسلح لحركة “حماس” لنشاطه العسكري سواء بترميمه أو بمناوشات عسكرية مع إسرائيل من قطاع غزة.
الشرط الثاني يتمثل في عدم التوافق على اليوم التالي للحرب ومن سيحكم غزة، والثالث منح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الضوء الأخضر لنتنياهو.
ووصل طرفا القتال في غزة لمرحلة مهمة في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، فيما ارتفعت وتيرة التفاؤل بالتوصل لاتفاق مع ضغط إدارة ترامب على إسرائيل وحماس من أجل القبول بالعرض الحالي.
نشاط حماس العسكري
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن “أي تحرك لحماس عسكريًا سيؤدي إلى ردة فعل إسرائيلية يمكن أن تشعل الحرب وتقضي على اتفاق التهدئة بين الجانبين”، مستبعدًا أن تقدم حماس على مثل هذه الخطوة.
وأوضح الشرقاوي،أن “حماس تحتاج في الوقت الراهن لتهيئة أركان قيادتها العسكرية وإحكام سيطرتها على القطاع، قبل البدء في ترميم بنيتها العسكرية التحتية”، مؤكدًا أن “حماس ستجمد جميع خططها بهذا الشأن في المراحل الأولى للتهدئة”.
وبين أن “من مصلحة حماس تفويت الفرصة أمام نتنياهو لاستئناف الحرب خاصة وأنها تدرك النتائج الكارثية لذلك على مستقبلها، علاوة على أن العودة للقتال ستكون من أبرز المطالب للأحزاب اليمينية بالائتلاف الحكومي الإسرائيلي”.
وأضاف: “كما أنه سيكون من الصعب على حماس البدء في تأهيل قدراتها العسكرية في ظل القيود الجديدة التي ستفرضها إسرائيل على قطاع غزة، والرقابة المشددة على محور فيلادلفيا الذي يربط القطاع بالأراضي المصرية”.
اليوم التالي للحرب
ومن شأن عدم التوافق على اليوم التالي للحرب والجهة التي تحكم القطاع وآلية الحكم أن تدفع نتنياهو لاستئناف القتال، وذلك في إطار تحقيق هدفه المتعلق بإنهاء حكم حماس لغزة، وفق ما يؤكد المحلل السياسي جهاد حمد.
وقال حمد، إن “إسرائيل ستبدأ بشكل حثيث فور دخول التهدئة مع حماس حيز التنفيذ مناقشة تفاصيل اليوم التالي للحرب مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة”، مؤكدًا أن إسرائيل لديها شروط ومحددات بهذا الشأن.
وتابع: “بتقديري عدم قبول إسرائيل بشكل اليوم التالي للحرب والجهة الحاكمة لغزة سيدفعان إسرائيل نحو اتخاذ قرار ببدء العملية العسكرية”، مشددًا على أنه من المتوقع أن تبذل جميع الأطراف جهودًا للتوافق على اليوم التالي للحرب.
وأردف قائلا: “اليوم التالي للحرب سيكون في إطار رؤية إقليمية ودولية وسيفرض على الفلسطينيين، وربما يكون مقدمة لتنفيذ ترامب لخطته المتعلقة بالتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، لافتًا إلى أن واشنطن وتل أبيب بينهما تنسيق عالي المستوى بهذا الشأن.
ضوء ترامب الأخضر
ويرى حمد، أن “ترامب سيفكر كثيرًا قبل منح نتنياهو الضوء الأخضر من أجل استئناف القتال في غزة”، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك أن مصلحتها في إنهاء القتال وبدء العمل فيما يتعلق بمستقبل القطاع وسكانه.
وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية ستبذل جهودا وتمارس ضغوطًا على نتنياهو لعدم استئناف القتال، خاصة وأن الحرب كانت سببًا في تمهيد الطريق لمخططاته بشأن التسوية في الشرق الأوسط”، لافتًا إلى أن ذلك لن يكون إلا بشروط خاصة.
واستكمل: “ترامب سيقبل بعودة القتال بوتيرة أخف من التي شهدها القطاع على مدار 15 شهرًا من الحرب، في حال خرقت حماس أي بند من بنود اتفاقيات التهدئة، خاصة ما يتعلق بالتسلح العسكري”، مبينًا أن الحركة ستحاول تجاوز ذلك.