“مسؤولة بالأونروا: سكان غزة يعانون وسط ظروف قاسية بحثًا عن لقمة خبز أو شربة ماء”
الأونروا:معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة: حصار، مجاعة، وتجاهل للقرارات الدولية
يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة أوضاعًا مأساوية في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة منذ أكتوبر 2023، حيث يعاني السكان من صعوبة الوصول إلى الطعام والماء، في مواجهة أزمات إنسانية متفاقمة تهدد حياتهم. يجد العديد منهم أنفسهم في أمس الحاجة إلى لقمة خبز تسد جوعهم أو شربة ماء تروي ظمأهم وسط ظروف حياتية قاسية.
تدهور الوضع الإنساني في غزة
وفي تصريح لها اليوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لويز ووتريدج، إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة لم تكن كافية طوال فترة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 13 شهرًا. وأكدت أن الظروف المعيشية للسكان أصبحت “لا تطاق” وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”. وأضافت ووتريدج في تصريحات صحفية أن “المساعدات الإنسانية ببساطة غير كافية في غزة، ليس فقط في الأيام والأسابيع الأخيرة، بل طوال مدة الحرب الإسرائيلية الوحشية”.
أوضاع مأساوية وأزمة مستمرة
وصفَت ووتريدج الوضع في غزة قائلة: “نحن محاطون يوميًا بأشخاص يطالبون بقطع من الخبز، ويحاولون الوصول إلى المياه”. وأشارت إلى أن الأزمة تتفاقم بسبب استمرار نقص المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء. ويُضاف إلى ذلك استمرار الحصار العسكري الإسرائيلي الذي يحد من دخول الإمدادات الإنسانية، ما يزيد من معاناة السكان.
وفي تحذير منظمات دولية وأممية، تم الإعلان مؤخرًا عن خطر إعلان المجاعة رسميًا في شمال قطاع غزة نتيجة الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ الخامس من أكتوبر الماضي. حيث يعاني السكان من القيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية مثل الغذاء، المياه، والأدوية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
تفشي أزمة الغذاء
في الأسابيع الأخيرة، تفاقمت الأزمة بشكل كبير في جنوب ووسط قطاع غزة، حيث نفد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق، ما أجبر العائلات على استخدام دقيق فاسد وبدائل غير صحية لإطعام أفرادها. ويشير هذا الوضع إلى مدى تعقد الأوضاع الإنسانية، التي لا تتوقف معاناة الفلسطينيين فيها إلا لتبدأ معاناة جديدة.
غزة حصار قاسي وأزمة إنسانية خانقة
سكان غزة يعانون من مجاعة حقيقية نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي تفرضه منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر 2023، ما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال وكبار السن بسبب نقص الغذاء والدواء والوقود. إن ما يحدث في القطاع اليوم هو نتيجة مباشرة لاستمرار الحرب وتجاهل حقوق الإنسان الأساسية، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان.
منذ السابع من أكتوبر 2023، استمرت إسرائيل في ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. وقد تسبب الدمار الهائل في القطاع في وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن، ليجعل الوضع في غزة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
تجاهل المجتمع الدولي
في ظل هذه الظروف، تستمر إسرائيل في ارتكاب المجازر اليومية فى غزة ، متجاهلة القرارات الدولية التي تطالب بإنهاء العدوان فورًا. وقد صدر عن مجلس الأمن الدولي قرار ينص على ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى أوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لتحسين الوضع الإنساني في غزة ومنع الأعمال الوحشية والإبادة الجماعية. لكن للأسف، تظل هذه القرارات حبراً على ورق، فيما يستمر القتل والدمار في القطاع بلا رحمة.
تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة في ظل حصار خانق وأزمة غذاء حادة تتفاقم يومًا بعد يوم. ورغم التحذيرات الدولية، تظل الأوضاع في القطاع تشهد تدهورًا مستمرًا وسط تجاهل دولي وصمت مريب حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية ومعاناة مروعة.