«قتل بلا تمييز وجثث تنهشها الكلاب» ب غزة
نشرت صحيفة “هآرتس” اليوم الأربعاء تحقيقًا ينقل شهادات لضباط وجنود إسرائيليين شاركوا في الحرب المستمرة على قطاع غزة الفلسطيني.
وتضمنت شهادات الجنود والضباط التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية جرائم نفذها إسرائيليون لا تمثل انتهاكات لحقوق الإنسان فحسب بل جميعها ترقى لجرائم حرب وقتل خارج إطار القانون.
خط الجثث.. وأوامر بإطلاق النار بلا تمييز
يقول قائد في الفرقة 252، هناك “خط شمال محور نتساريم يسمى خط الجثث يعرفه أهالي قطاع غزة”، وهو منطقة قتل مفتوحة يتم فيها إطلاق النار على أي شخص يعبر هذا الخط.
وأوضح أحد الضباط “الأوامر هي أن كل من يخترق الحد في نتساريم يجب أن يتلقى رصاصة في رأسه.
ويضيف “الجثث تُترك مكشوفة لتأكلها الكلاب”.
ويقول قائد آخر “نقتل قرب نتساريم مواطنين ثم نعدمهم على أنهم مسلحون.. هناك سلطة غير محدودة ممنوحة للقادة الذين يبحث بعضهم عن نصر شخصي”.
ويضيف “هذه أول حرب يفعل كل قائد فيها ما يحلو له في منطقته، وهناك عمليات تجري دون أوامر”.
ووفقًا لشهادات الجنود “يتصرف الجيش في غزة أحيانًا مثل ميليشيا مسلحة مستقلة دون قوانين.. “حياة البشر في غزة لا قيمة لها.. نحن والجنود نتحمل مسؤولية جزء من الرعب الذي يجري في غزة”.
بينما قال أحد الضباط “على الإسرائيليين أن يعرفوا كيف تبدو الحرب وأفعال بعض الضباط والجنود الخطيرة في غزة”.
جرائم إنسانية واتهامات دولية
واتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جانبها، شككت إسرائيل، بشدة في جميع هذه الادعاءات، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والدبلوماسي في المنطقة، ويؤكد إصرار إسرائيل على مواصلة حربها على غزة.
اندلاع الحرب
اندلعت الحرب في أكتوبر 2023 بعد هجوم نفذته “حماس” على إسرائيل، ما دفع الأخيرة إلى رد عسكري واسع النطاق شمل قطاع غزة بالكامل وامتد للضفة الغربية ولبنان.
وعلى مدار 14 شهراً من النزاع، تصاعدت الخسائر البشرية والمعاناة الإنسانية في القطاع، في حين تواصل الأطراف الدولية جهودها للوساطة.
وكشفت وزارة الصحة في غزة عن أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023 أدت لاستشهاد أكثر من 45,000 شخص، كما أدت إلى نزوح نحو 2.3 مليون شخص، وخلقت أزمة إنسانية تفاقمت بفعل نقص الغذاء والمأوى.