فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية يثير ردود فعل متباينة في الشرق الأوسط
أثار إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024 موجة من ردود الفعل المتنوعة في الشرق الأوسط والعالم العربي، حيث أعربت بعض الدول عن تفاؤلها بإمكانية تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، بينما أبدت أخرى مخاوفها من عودة سياسة “الضغط الأقصى”.
ترحيب خليجي واسع
عبّر زعماء الخليج عن تهانيهم لترامب، معربين عن تطلعهم لتعزيز العلاقات الاستراتيجية. الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، بعثا ببرقية تهنئة إلى ترامب، مشيدين بالشراكة الوثيقة التي جمعت البلدين في فترة ولايته السابقة. وقد شهدت العلاقات السعودية الأميركية خلال تلك الفترة تعاوناً في مجالات الأمن والاقتصاد، إضافةً إلى دعم واشنطن للرياض في مواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي.
من جانبه، هنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ترامب، متطلعاً لاستمرار الشراكة بين البلدين، لا سيما في مجالات الأمن الإقليمي. كما هنأ الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد ترامب ونائبه، مؤكداً على عمق العلاقات الثنائية وتطلعه لتعزيزها، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية. أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسلطان عمان هيثم بن طارق، قدّما أيضاً تهانيهما، وأكدا على أهمية الشراكة الاستراتيجية.
حذر فلسطيني واحتفاء إسرائيلي
تباينت ردود الفعل تجاه فوز ترامب على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية. ففي حين أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تهانيه، داعياً إلى العمل نحو تحقيق السلام، أبدت حركة حماس رغبتها في تغيير السياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين، مشيرةً إلى ضرورة الالتزام بتصريحات ترامب حول إنهاء النزاعات في المنطقة.
أما إسرائيل، فقد احتفلت بفوز ترامب بشكل بارز، إذ اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك “عودة تاريخية” تعزز التحالف الاستراتيجي بين البلدين. وقد شهدت فترة ولاية ترامب السابقة خطوات تاريخية لدعم إسرائيل، من ضمنها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إضافة إلى دور ترامب في دعم اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
موقف مصر والأردن
قدّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تهانيه للرئيس المنتخب ترامب، مشدداً على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية. وفي الأردن، أعرب الملك عبد الله الثاني عن تطلعه للعمل مع ترامب لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكداً على متانة العلاقات الأردنية الأميركية، خصوصاً في ظل الأزمات الإقليمية المستمرة في سوريا والعراق.
حذر إيراني وأمل تركي
عبرت إيران عن حذرها تجاه فوز ترامب، حيث صرحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن نتائج الانتخابات لن تؤثر على الوضع الإيراني، في إشارة إلى قلق طهران من احتمال عودة سياسة “الضغط الأقصى” التي تركزت على العقوبات الاقتصادية الصارمة ودعم إسرائيل في مواجهة النفوذ الإيراني.
وفي تركيا، هنأ الرئيس رجب طيب أردوغان ترامب بفوزه، معرباً عن أمله في أن يسهم ذلك في إنهاء الأزمات الدولية وتحسين العلاقات التركية الأميركية، لا سيما مع التوترات السابقة حول قضايا عديدة مثل دعم الأكراد في سوريا وتطورات الأوضاع الإقليمية.
توقعات لمستقبل الشرق الأوسط
مع تنوع ردود الفعل، يعكس فوز ترامب واقعاً سياسياً مختلفاً في الشرق الأوسط، حيث يتوقع البعض عودة لنفوذ سياسي يعزز التحالفات التقليدية، بينما يترقب آخرون ملامح سياسته تجاه قضايا شائكة كالصراع الإيراني الإسرائيلي، ومستقبل العلاقات مع القوى الإقليمية الكبرى.