عام على «حرب غزة»… «مسار مُعقد» لجهود الوسطاء يترقب انفراجة- بوابة كاش مصر
عقبات متعددة أمام جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة
على مدار عام كامل، واجهت جهود الوسطاء لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة عقبات عديدة. هذه الجهود تهدف إلى إنهاء أطول حرب بين إسرائيل و”حماس”، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023، ولا تزال مستمرة. وفي ظل هذه الأوضاع، تترقب الدول المجاورة أي انفراجة قد تنهي الأزمة، حيث تثير المخاوف من اتساع نطاق الحرب ليشمل المنطقة بأسرها.
تعنت الجانب الإسرائيلي وتفاصيل الوساطة
منذ البداية، كان هناك تعنت واضح من الجانب الإسرائيلي، خصوصاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أبدى رغبة في استمرار الحرب. هذا التعنت حوّل أجزاء كبيرة من غزة إلى ركام، مما زاد من تعقيد جهود الوسطاء. ومنذ عدة أسابيع، تراجعت الوساطة، التي بدأت منذ الساعات الأولى للحرب، بسبب السياسات الإسرائيلية المستفزة.
التعقيدات في المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل
واجهت جهود الوساطة عدة تعقيدات، كان أبرزها تمسك “حماس” في الأشهر الأولى من المفاوضات بمطلب وقف دائم لإطلاق النار. من ناحية أخرى، أصر نتنياهو على السيطرة على “محور فيلادلفيا” ومعبر رفح، وهو ما يتعارض مع الرغبة المصرية. كما وضعت إسرائيل شروطاً تتعلق بعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، وهو ما قوبل برفض من “حماس”.
أزمة الرهائن وتأثيرها على المفاوضات
في 24 نوفمبر 2023، تمكنت الوساطة من استعادة 109 رهائن كانوا لدى “حماس” بموجب هدنة استمرت أسبوعاً. ومع ذلك، سرعان ما عاد نتنياهو إلى الحرب، حيث صرح وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، أن كلما اقترب الوسطاء من الوصول إلى اتفاق، كانت هناك سياسات إسرائيلية تستفز الوضع وتزيد من التصعيد.
فشل محادثات التهدئة المتكررة
تكررت محاولات التوصل إلى تهدئة، وكان أبرزها المحادثات التي شهدتها باريس في يناير 2024. في تلك المحادثات، رفض نتنياهو الاتفاق بحجة وجود “فجوات كبيرة” دون تحديدها. كما لم تؤدي محادثات أخرى، بما في ذلك تلك التي استضافتها القاهرة، إلى أي تقدم، حيث استمرت “حماس” في المطالبة بوقف إطلاق نار دائم قبل أي تهدئة.
التراخي الأميركي وتأثيره على الأزمة
يرى الخبراء، مثل الأكاديمي الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن إدارة بايدن لم تضغط بالشكل الكافي على نتنياهو، مما شجعه على الاستمرار في إشعال الحرب. ويتفق معه أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، الذي أشار إلى أن هذا التراخي الأميركي ساهم بشكل كبير في تعقيد فرص الوصول إلى اتفاق.
توقعات المستقبل: آفاق ضبابية للهدنة
رغم استمرار الجهود المصرية والقطرية، يظل الوضع معقداً، حيث يتوقع بعض الخبراء أن فرص الانفراجة ستكون أكبر بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. من جهة أخرى، يقدر الدكتور الرقب أن الفرص لعقد اتفاق قبل تلك الانتخابات لا تتجاوز 10%، مما يزيد من احتمالات استمرار النزاع في العام المقبل.
تبقى العقبات أمام جهود وقف إطلاق النار في غزة قائمة، وسط تعنت إسرائيلي وضغوط دولية محدودة. إن المستقبل يبدو غامضاً، حيث تزداد المخاوف من تصاعد التوترات والحرب في المنطقة، مما يضع الضغوط على الوساطات الإقليمية والدولية.
نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر. يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم.