طائرات حزب الله المسيرة تستهدف منزل نتنياهو للمرة الثانية
استهداف منزل نتنياهو في قيساريا: تساؤلات أمنية وسياسية في إسرائيل بعد الهجوم الثاني
أثار استهداف طائرات حزب الله المسيرة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، للمرة الثانية، أمس السبت، موجة من التساؤلات والقلق في الأوساط الأمنية والسياسية داخل إسرائيل. وقد دفع الحادث إلى تكثيف المناقشات في الدوائر العسكرية والسياسية حول ما إذا كان هذا الهجوم يمثل بداية لنهج جديد في استهداف منزل رئيس الحكومة، وهل يمكن أن يصبح هذا المكان هدفًا متكررًا بغض النظر عن الأسباب.
هل أصبح منزل نتنياهو “خارج التغطية الأمنية”؟
وطرحت أوساط إعلامية إسرائيلية تساؤلات أكثر حدة تتعلق بمستوى الحماية الأمنية من طائرات حزب الله المسيرة التي يتمتع بها منزل رئيس الحكومة. حيث تساءل البعض: هل أصبح المنزل الآن “خارج التغطية الأمنية”، خاصة بعد تكرار الهجمات عليه دون اتخاذ إجراءات استباقية لضمان حمايته؟ هذا التساؤل يثير القلق حول فعالية الإجراءات الأمنية المتبعة في تأمين منازل الشخصيات السياسية البارزة في إسرائيل.
الهجوم الثاني: بعد الحرب الخارجية.. هجوم داخلي
ورغم أن نتنياهو وعائلته لم يكونوا في المنزل وقت الهجوم، الذي استُخدمت فيه قنابل مضيئة تسببت في حريق في الحديقة الخارجية للمنزل، إلا أن التحليل الإسرائيلي يتجاوز مجرد وجود رئيس الحكومة في المنزل أو حجم الأضرار المادية. يرى المحللون أن الهجوم الثاني يأتي بعد الهجوم الأول الذي كان في أكتوبر الماضي، عندما استهدفت ميليشيا “حزب الله” اللبناني المنزل باستخدام طائرة مسيرة، مما ألحق أضرارًا طفيفة بالمنزل.
وكان الهجوم الأول قد وقع خلال حرب مستعرة مع طرف خارجي، مما جعله يندرج في سياق عمليات الحرب. ولكن الهجوم الثاني جاء هذه المرة من الداخل الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات أعمق حول الحالة الأمنية في البلاد، ويزيد من خطورة الوضع عندما يأتي التهديد من داخل إسرائيل نفسها.
تحقيقات موسعة في الحادث
بعد الهجوم الأخير، فتح جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” والشرطة الإسرائيلية تحقيقًا موسعًا للبحث عن المشتبه بهم في الهجوم. وأسفرت التحقيقات عن اعتقال ثلاثة أشخاص، ويتم التحقيق معهم حاليًا لمعرفة دوافع الهجوم وظروفه. وقال “الشاباك” في بيان له إن الحادث يشكل “تصعيدًا كبيرًا”، وأكد أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في التحقيق.
التهديدات الداخلية: لا تقل خطورة عن التهديدات الخارجية
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن الهجوم الثاني على منزل نتنياهو “تجاوز كل الخطوط الحمراء”، مشيرًا إلى أن التهديدات الداخلية تمثل خطورة مماثلة لتلك التي تمثلها التهديدات من الدول المعادية مثل إيران. وقد أشار كاتس إلى أن الهجوم يحمل رسائل متعددة حول حالة الاستقرار الداخلي في إسرائيل.
أسباب غياب نتنياهو عن منزله
عادة ما يقضي نتنياهو وزوجته سارة عطلة نهاية الأسبوع في منزلهم في مدينة قيساريا، إلا أن الظروف الأمنية الناتجة عن الحرب المستمرة مع لبنان، بما في ذلك تصاعد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، دفعتهما لتجنب العودة إلى هذا المنزل في الفترة الأخيرة.
يبقى الهجوم الثاني على منزل نتنياهو قضية أمنية وسياسية محورية في إسرائيل، ويطرح العديد من الأسئلة حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية في حماية كبار المسؤولين. كما أن تكرار هذه الهجمات من الداخل الإسرائيلي يشير إلى وجود تحديات أمنية داخلية خطيرة قد تؤثر على استقرار الدولة في ظل التوترات الإقليمية والمحلية المتزايدة