شمال سوريا قابلة للانفجار
ينذر الوضع في شمال سوريا بالانفجار، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بين قوات موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي اقترحت إيجاد منطقة منزوعة السلاح على الحدود مع تركيا.
ويبدو مقترح “قسد” غير كاف لنزع فتيل التوتر في المنطقة التي تتنازعها المصالح المتضاربة والحسابات السياسية والاستراتيجية المعقدة.
ولا تخلو هذه المنطقة الصغيرة من تداعيات الصراعات الإقليمية والدولية وحسابات الغرب وتركيا وروسيا و”الناتو”.
وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق لاري كورب إن شمال سوريا يحتاج إلى منطقة منزوعة السلاح، مع التأكيد على عدم السماح للقوات الروسية بالحصول على موطئ قدم هناك، وألا يقاتل الأكراد بعضهم البعض خلال محاولاتهم لبناء دولتهم، وفق تعبيره.
وقال لاري كورب في تصريحات لقناة “الحرة” إن السؤال الحقيقي “هل يمكن للولايات المتحدة وتركيا وهما حليفتان في “الناتو” أن تتوصلا إلى اتفاق بشأن دور الأكراد في سوريا في مرحلة ما بعد الأسد؟”.
وكان قائد “قسد”، مظلوم عبدي قد اقترح إنشاء “منطقة منزوعة السلاح” في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا، في شمال سوريا، في تصريحات جاءت في أعقاب تمديد هدنة بين القوات الكردية وقوات موالية لتركيا في منطقة منبج.
وأضاف أن هذه المبادرة تهدف إلى “معالجة المخاوف الأمنية التركية”.
واعتبر الباحث السياسي التركي، جواد غوك أن أنقرة “لا تثق بالأكراد، والمقترح المطروح”، مشيرا إلى أن قوات الفصائل المعارضة تم تدريبها ودعمها من تركيا لإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن المناطق الحدودية.
وأضاف غوك في حديث لـ “الحرة” أن هناك “أزمة ثقة” من قبل الجانبين، بينما ينظر إلى واشنطن على أنها “حليف مع الأكراد وليس مع تركيا”.
وأشار غوك إلى أن أنقرة أبدت استعدادها لبحث أي مقترحات إذا كانت قادمة من الحكومة في دمشق، وليس من “قسد”، مشيرا إلى أن تركيا تريد الدخول بشريط عرضه 30 كلم داخل الحدود السورية.
وأكد الباحث التركي أن “أنقرة ستقبل حتما بأي ضمان من واشنطن لأي اتفاق”، وأضاف “لكن قبل هذا علينا رؤية وقف التهديدات من الأكراد تجاه تركيا أو حتى للفصائل السورية” وفق تعبيره.