ثاني أيام الهدنة.. إسرائيل تترقب واللبنانيون يعودون
ما تزال الحياة متوقفة في شمال إسرائيل بعد يوم من قرار وقف إطلاق النار مع ميليشيا حزب الله وسط مخاوف من تجدد الحرب، بينما سارع اللبنانيون للعودة إلى بعض المناطق في الجنوب وسط قيود على الحركة فرضها الجيش الإسرائيلي.
وكالة “رويترز” نقلت عن 4 “مسؤولين كبار” في الميليشيا أن الخطوة الأولى لحزب الله يجب أن تكون دفن قتلاه وتقديم الإغاثة لمؤيديه الذين عانوا من وطأة الهجوم الإسرائيلي، كخطوات أولى على طريق طويل ومكلف للتعافي.
وأشارت الوكالة إلى أن حزب الله يقدر عدد المقاتلين الذين قتلوا خلال 14 شهراً من القتال بعدة آلاف، وأن أغلبهم قتلوا منذ أن شنت إسرائيل هجوماً في سبتمبر الماضي.
وتأمل إسرائيل استئناف الحياة في مستوطنات الشمال والجليل، وإعادة فتح المؤسسات والمدارس التي أغلقت منذ أشهر بسبب الاشتباكات العنيفة على الحدود مع “حزب الله”.
وأجبرت الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها الميليشيا اللبنانية عشرات آلاف المستوطنين على الفرار جنوبا وهو ما تسبب بأزمة نازحين إضافية لحكومة بنيامين نتنياهو بعد مغادرة سكان مستوطنات غلاف غزة لبيوتهم إثر هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكان الجيش الإسرائيلي يردّ بالمثل إلى أن كثّف عملياته بدءاً من منتصف سبتمبر/ أيلول، وأكد أنه يريد إعادة الإسرائيليين النازحين من شمال البلاد إلى بيوتهم وإبعاد “حزب الله” عن الحدود.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قرر تأجيل فتح المدارس في الشمال ليوم إضافي، بهدف مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، بعد “حوادث محدودة” الأربعاء.
وقالت صحيفة “معاريف” إن “قرار كاتس أصاب مسؤولي المستوطنات الشمالية بالخيبة، بعد أن استعدوا للعودة بموجب تعليمات غير معلنة من الجيش”.
على الجانب المقابل، انطلقت سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب والأثاث صوب جنوب لبنان، مروراً بمدينة صور الساحلية التي تعرضت لعدة هجمات عنيفة.
وصار الكثير من القرى التي من المحتمل أن يعود إليها السكان مدمرا.
وفي أول بيان صادر عن غرفة عمليات حزب الله منذ إعلان الهدنة، لم يذكر “حزب الله” وقف إطلاق النار بشكل مباشر، لكنه شدد على أن “مقاتليه من مختلف الاختصاصات العسكرية سيظلون في أقصى درجات الجهوزية”.
وأضاف البيان أن “أعينهم ستظل تراقب تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما وراء الحدود، وأيديهم ستظل على الزناد”.
من جهته، قال الجيش اللبناني، وهو مكلف بالمساعدة على ضمان صمود وقف إطلاق النار، إنه بدأ نشر قوات إضافية في الجنوب التزاما بالقرار.
وكانت إسرائيل أعلنت فرض قيود ليلية على حركة اللبنانيين في جنوب وشمال نهر الليطاني.
وأسفرت الحرب عن مقتل 3768 شخصاً على الأقل في لبنان منذ اندلاعها العام الماضي بالتزامن مع اشتعال الحرب في غزة، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.