تحركات تركية تثير “تخوفات” قرب الحدود السورية

أثارت الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية، قبالة مدينتي كوباني/عين العرب ومنبج، الكثير من التخوفات من اشتعال جبهة الشمال حيث تتواجد “قسد”.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن الحشود تشمل قوات كوماندوز ومدفعية بأعداد كبيرة ومقاتلين من فصائل مسلحة، تتركز قرب كوباني ذات الأغلبية الكردية.

وقال مسؤول أمريكي للصحيفة إن عملية تركية عبر الحدود “قد تكون وشيكة”.

تزامنت الحشود مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عدم التوصل إلى “هدنة دائمة في منطقتي منبج وكوباني” مع الجانب التركي وفصائل المعارضة، رغم الوساطة الأمريكية.

سد الفراغ

وتأتي الحشود التركية على الحدود السورية في وقت يشهد فيه الساحل السوري اشتباكات واسعة بين قوات الأمن السوري وجماعات مسلحة مكونة من أنصار النظام السابق، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

واستبعد المحلل السياسي مازن بلال قيام تركيا بعملية عسكرية في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا.

وأضاف بلال  أن “الحشود التركية على الحدود، على الأرجح، جاءت لسد الفراغ الحاصل بعد نقل بعض القوات التابعة لأنقرة إلى جبهة الساحل للمشاركة في العمليات هناك”.

وفي حين يرى بلال أن الساحة مرشحة لأي تطورات مفاجئة، نتيجة الأحداث الداخلية، وتجاذبات القوى الدولية، خاصة التنافس بين النفوذين التركي والإسرائيلي، لا يستبعد قيام تركيا بكل ما من شأنه قطع الطريق أمام حلم إسرائيل بالسيطرة على المنطقة الممتدة من الجنوب السوري إلى مقربة منها في الشمال الشرقي.

ليس سهلاً

ولا يبدو اتخاذ أنقرة قرار اجتياح شمال شرق سوريا، والقضاء على قوات سوريا الديمقراطية، سهلاً، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، كما يرى المحلل السياسي عزام شعث.

وأضاف شعث “لا يمكن أن يتحرك التركي دون موافقة الأمريكي الداعم لقسد، وفي المقابل، قد يتسبب اجتياح الحدود والدخول إلى مدينة عين العرب كوباني بتدخل إسرائيلي مباشر؛ حتى لا يقطع الطريق أمام تل أبيب في تحقيق حلمها بإنشاء ممر داوود”.

وخلال الفترة السابقة، نشرت الصحافة الإسرائيلية خريطة جديدة لأماكن تقاسم النفوذ في سوريا، تظهر فيها سيطرتها على المنطقة الجنوبية من سوريا ثم الالتفاف باتجاه الشمال وصولا إلى نهر الفرات، وقالت إن هذا الحلم بات على وشك التحقق.

ويرى شعث أن “النفوذين التركي والإسرائيلي يتسارعان في التقدم من الشمال والجنوب، حتى يصلا إلى منطقة التماس بينهما عند تخوم دمشق من الجنوب، ومن الشرق في البادية قرب نهر الفرات، الذي تُعده أنقرة خطاً أحمر لن تسمح لإسرائيل بالوصول إليه”.

ويبدو أن التطورات المتسارعة في المنطقة تجعل جميع الاحتمالات واردة، فتركيا مضطرة للزج بكامل قوتها في الشمال الشرقي، حفاظاً على ما تسميه أمنها القومي، كما يقول المحلل بلال، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على تجاوز الوجود الأمريكي الذي يمتلك رؤية مختلفة عما تريده تركيا في المنطقة.

نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر.
يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى