حرب غزة “تلقي بظلالها” على مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي
حرب غزة “تلقي بظلالها” على مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي
تهيمن “حرب غزة”، التي يُتوقع أن تكون قضية مركزية طوال أيام مؤتمر الحزب الديمقراطي، على اجتماع المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو، وقد تتسبب هذه الحرب في حدوث شرخ بين وسط ويسار الحزب.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، يُتوقع أن تُخيم على المؤتمر احتجاجات كبيرة ضد نهج إدارة بايدن – هاريس تجاه الحرب، التي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي خلّف 1200 قتيل في إسرائيل.
ورغم الجهود التي بذلتها مديرة حملة كامالا هاريس، جولي شافيز رودريغيز، للاستماع إلى مخاوف الأمريكيين العرب وبعض المندوبين الذين يمثلون الناخبين الديمقراطيين الأساسيين “غير الملتزمين”، ما يزال من المتوقع أن يتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين، وما يزال احتمال حدوث اضطرابات كبيرة حقيقيًّا.
وأضافت الصحيفة أن السؤال الرئيسي بالنسبة للديموقراطيين هذا الأسبوع هو ما إذا كان المتظاهرون يمثلون مجموعة ذات معنى من الناخبين، الذين يمكن أن يرجحوا نتيجة الانتخابات في نوفمبر القادم، أو ما إذا كانوا متطرفين من اليسار ويجب مقاومتهم في مناشدة الوسط.
وفي كلتا الحالتين، لا بد أن يكون موضوع الحرب قضية مركزية طوال المؤتمر، كما قال حاكم ولاية نيوجيرسي فيل ميرفي.
وقال ميرفي: “هذا أمر واقع ولا يمكن تجاهله؛ هناك الكثير من المأساة، وهناك الكثير من الخسائر في الأرواح البريئة، وبالمناسبة، ما يزال هناك الكثير جدًّا، على مستوى عالٍ جدًّا من المخاطر الجيوسياسية، وهذا لن يختفي، لسوء الحظ، في أي وقت قريب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن احتجاجات الحرب، التي قادها الأمريكيون العرب، والأمريكيون المسلمون، والشباب التقدميون، هزت الجامعات والمدن في جميع أنحاء البلاد هذا الربيع.
كما أعلن المتظاهرون عن وجودهم – وإن كان على نطاق أصغر – في بعض فعاليات هاريس الانتخابية، منذ أن أصبحت المرشحة الفعلية.
ومن جانبهم، طالب الناخبون اليهود وبعض المعتدلين السياسيين بإشارة أقوى من هاريس بأنها ستقف إلى جانب التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وتنظر إلى اليسار السياسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الناخبين المؤيدين للفلسطينيين يمتلكون نقطة نفوذ مهمة؛ فهم يتركزون في ولاية ميشيغان، الحاسمة في سباق الرئاسة.
ويعمل الحزب الديمقراطي في الولاية، بقيادة رئيسته لافورا بارنز، منذ أكثر من عام على تهدئة مخاوف الجالية العربية الأمريكية والمسلمة الكبيرة.
وأردفت أن موطن القلق بين الجماعات المؤيدة لإسرائيل هو أنه لا يمكن تهدئة المحتجين من أجل حقوق الفلسطينيين.
ويُشير أنصار إسرائيل إلى أن مطالب، مثل حظر الأسلحة من غير المرجح أن يتم تلبيتها، ويقولون إن هاريس، من خلال الالتفاف بحذر حول مثل هذه الجماعات، تخاطر بتنفير المجتمع المؤيد لإسرائيل دون كسب الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين المتشككين.