المعادلة الجديدة التى تفرضها واشنطن على الشرق الاوسط
التطورات السياسية في الشرق الأوسط
أثارت التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط تساؤلات حول سعي الولايات المتحدة لفرض معادلة سياسية جديدة في المنطقة، خاصةً بعد نجاحها في ضبط الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.
التصريحات الأمريكية
أكد مسؤول أمريكي كبير أن “الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في إيران تبدو ردًا متناسبًا مع هجمات طهران السابقة، مع انخفاض مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين”. وأشار إلى أن هذا الأمر يجب أن يكون نهاية لتبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين، وفقًا لوكالة “رويترز“.
وأوضح المسؤول أن “الولايات المتحدة لديها قنوات اتصال متعددة، سواء مباشرة أو غير مباشرة، مع إيران، حيث أوضحت موقفها، وأنها مستعدة تمامًا للدفاع عن إسرائيل“. وشدد على أن إيران ستواجه عواقب نتيجة أي هجوم آخر قد تقوم به.
معادلة جديدة
وفي سياق التحليل، قال الخبير في الشأن الدولي، سعيد زيداني، إن “التوتر الأمني والعسكري في الشرق الأوسط دفع الولايات المتحدة للعمل من أجل فرض معادلة سياسية جديدة”. وأشار إلى أن ملامح هذه المعادلة ستصبح أكثر وضوحًا مع الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
وأضاف زيداني، في حديثه أن “حالة التوتر غير المسبوق في الشرق الأوسط، ومحاولات إسرائيل فرض واقع جديد في المنطقة، ومساعي روسيا وحلفائها لخلق واقع مختلف، تمثل دافعًا قويًا أمام الولايات المتحدة لفرض معادلات سياسية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في السابق”.
المخاوف الأمريكية
كما أكد زيداني أن “الولايات المتحدة لديها مخاوف شديدة من مخططات الأحزاب اليمينية في إسرائيل“، مشددًا على أن “نجاح الولايات المتحدة في تحجيم الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني يمثل خطوة مهمة في المعادلة السياسية التي تسعى واشنطن لفرضها في المنطقة”.
وأوضح أن إدارة الرئيس جو بايدن تمهد للمعادلات السياسية الجديدة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يعد سببًا لإجراء تغييرات جوهرية في السياسات الأمريكية.
وضع مؤقت
من جهة أخرى، يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن “الإدارة الأمريكية الحالية لا يمكن لها أن تفرض سياسات أو تضع خططًا مستقبلية في الوقت الحالي، خاصة أنه لم يتبقَ من عمرها سوى أشهر معدودة قبل أن تُستبدل بإدارة جديدة”.
وقال عوكل، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “الإدارة الحالية تعمل على ضمان بقاء الأوضاع تحت السيطرة الأمريكية لحين بدء ولاية إدارة جديدة في البيت الأبيض، يمكنها فرض سياسات جديدة أو الاستمرار في النهج الأمريكي القديم”.
وأضاف أن “الوضع الحالي للإدارة الأمريكية مؤقت، وهي تسعى فقط لضمان استمرار سيطرتها على القرار الإسرائيلي في ظل وجود الأحزاب اليمينية التي تمثل أكبر تحد لها، مع السعي للخروج بشكل مشرف من البيت الأبيض”.
التوقعات المستقبلية
وأشار عوكل إلى أن “المعادلات السياسية الجديدة للولايات المتحدة ستُفرَض مع الإدارة الجديدة، وسنشهد اختلافًا غير مسبوق في تعامل واشنطن مع مختلف القضايا الداخلية والخارجية، خاصة ملفات الشرق الأوسط”.
ورجح عوكل أن تبدأ ولاية الرئيس الأمريكي الجديد بتهدئة شاملة في المنطقة، تعيد الهدوء إلى جبهتي الشمال والجنوب في إسرائيل، وتضمن للأخيرة هدوءًا طويلًا مع إيران وحلفائها، مما يمثل هدفًا استراتيجيًا لواشنطن في المرحلة المقبلة.