الذكاء الاصطناعي قنبلة العالم الجديد
نمت أخيرًا الآمال في أن يساعد الذكاء الاصطناعي البشرية أيضًا في معالجة المشاكل البيئية العالمية مثل تغير المناخ، ومن أبرز الجوانب الإيجابية التي يؤثر فيها الذكاء الإصطناعي على البيئة ما يلي:
كفاءة الطاقة
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التحكم في استخدام الطاقة وتحسينه، وعلى سبيل المثال، تعمل الشبكات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على مراقبة وإدارة توليد الكهرباء لتلبية طلب المستهلكين، وهو ما يمكن أن يخفض تكاليف الطاقة ويسمح باستخدام أكثر كفاءة للطاقة.
كما يمكن على الذكاء الاصطناعي أيضًا المساعدة في تبسيط الطاقة المستخدمة من قبل الأنظمة التجارية والصناعية الكبيرة، وعلى سبيل المثال، استخدمت شركة التكنولوجيا العملاقة “غوغل” الذكاء الاصطناعي لخفض كمية الطاقة المطلوبة لتبريد مراكز البيانات الخاصة بها بنسبة 40٪.
إدارة النفايات
قد تساعد أنظمة إدارة النفايات، التي تعمل بمنظومة الذكاء الاصطناعي في زيادة معدلات إعادة التدوير من خلال تحديد المواد للفرز، وخفض معدلات التلوث وزيادة أحجام إعادة التدوير، وبالتالي تقليل الضغط على مكبات النفايات.
تحسين جودة الهواء
تساعد تقنيات المدن الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في جعل أنظمة النقل العام تعمل بسلاسة أكبر، مما يمكن أن يقلل من الازدحام ويقلل من انبعاثات المركبات.
ويمكن ذلك أن يؤدي إلى تحسين جودة الهواء في المدن، كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي السلطات في تحديد مصادر التلوث، ووضع توقعات جودة الهواء وإصدار تنبيهات صحية.
تحسين الزراعة
تُستخدم الآلات الذكية والروبوتات وأجهزة الاستشعار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بالفعل في الزراعة، ويمكنها توفير مراقبة في الوقت الفعلي للطقس وظروف التربة واحتياجات المحاصيل، مما يؤدي إلى استخدام أفضل للمياه وضمان حصول المحاصيل على ما تحتاجه فقط.
يمكن للتكنولوجيا أيضًا تحديد الآفات، مما يقلل من الحاجة إلى رش المبيدات الحشرية الكيميائية على المحاصيل. ومع تفاقم تغير المناخ، هناك آمال في أن يساعد الذكاء الاصطناعي المزارعين على تجنب انخفاض المحاصيل وزيادة قدرتهم على الصمود.
المراقبة البيئية
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالفيضانات وحرائق الغابات وغيرها من المخاطر الطبيعية بسرعة ودقة، يمكن أن يقلل هذا من آثار المخاطر الطبيعية على البيئة والمجتمعات، كذلك يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع التغير البيئي.
وعلى سبيل المثال، يقال إنه يمكنه قياس التغيرات في الجبال الجليدية بسرعة 10000 مرة أسرع من قدرة الإنسان.
الجوانب السلبية
وفي المقابل، فإن الطريق إلى تحقيق إمكانات الذكاء الاصطناعي محفوف بالمخاطر، فالتكنولوجيا تأتي مع العديد من الجوانب السلبية الرئيسية ومن بينها:
استخدام الطاقة
يستهلك الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من الطاقة لتدريب نماذج الكمبيوتر وتغذيتها بمجموعة كبيرة من البيانات، ويمكن أن تكون هذه التغذية سريعة نسبيًا، أو تستغرق ما يصل إلى عدة أشهر.
وخلال هذه الفترة تعمل معالجات البيانات الضخمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وعندما نطلب من الذكاء الاصطناعي حل مشكلة، فإن هذا يتطلب أيضًا قوة معالجة تستهلك الطاقة.
وفقًا لتقدير واحد، تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل “ChatGPT” طاقة أكبر بـ10 مرات لكل عملية بحث مقارنة بعملية بحث “غوغل” التقليدية، ولا يستخدم سوى جزء صغير من هذه الطاقة من خلال مصادر الطاقة المتجددة.
في هذا السياق تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتضاعف استهلاك الكهرباء من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي وقطاع العملات المشفرة من 460 تيراواط إلى أكثر من 1000 تيراواط ساعة في عام 2026.
استهلاك المياه
متطلبات المياه للذكاء الاصطناعي كبيرة، فمراكز البيانات التي تحتوي على خوادم الذكاء الاصطناعي القوية تولد الكثير من الحرارة.
وتُستخدم المياه في التبريد للحفاظ على درجة حرارة تشغيل الخوادم. كذلك، فإن التعدين والتصنيع المطلوب لإنتاج أجهزة الذكاء الاصطناعي يستخدمان المياه ويلوثانها.
ضرر بيئي أوسع نطاقًا
ويتجاوز التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي استخدامه للطاقة، فاستخدامه في الإعلانات المستهدفة عبر الإنترنت يزيد الطلب على السلع المادية، وهذا يؤدي إلى زيادة استهلاك العناصر المنتجة بكميات كبيرة مما يخلق انبعاثات الكربون ويستخدم الموارد الطبيعية للأرض.