الجيش الإسرائيلي يحذّر النازحين من العودة لجنوب لبنان
وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا شديد اللهجة إلى النازحين من جنوب لبنان، مطالبًا إياهم بعدم العودة إلى قراهم أو الاقتراب من المناطق التي يتمركز فيها الجيش.
جاء هذا التحذير، اليوم الأربعاء، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرًا بالتوقيت المحلي، وفق وكالة “فرانس برس”.
تأكيد على خطورة العودة
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة “إكس”: “مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ وبناء على بنوده، يبقى جيش الدفاع منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان، يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة”.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذه التحذيرات تهدف إلى حماية النازحين وأسرهم من المخاطر الأمنية المحتملة، مؤكدًا أن العودة ستتم فقط عندما يتم الإعلان عن الموعد الآمن لذلك، موضحا أن أي انتهاك لهذه التعليمات قد يعرّض المدنيين لمخاطر جسيمة.
تنفيذ وقف إطلاق النار
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ صباح الأربعاء، بعد عام ونصف العام من المواجهات العسكرية عبر الحدود وشهرين من الحرب المفتوحة التي تسببت في نزوح مئات الآلاف من اللبنانيين وعشرات الآلاف من الإسرائيليين.
ورغم التحذيرات الإسرائيلية، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر سيارات تقل نازحين يحاولون العودة إلى قراهم في جنوب لبنان، وسط تساؤلات حول مدى أمان العودة إلى هذه المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا خلال المواجهات.
اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله
شهدت الأشهر الأخيرة اشتباكات عنيفة بين إسرائيل وحزب الله، تخللها قصف متبادل على القرى الحدودية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة.
وأدت المواجهات إلى نزوح آلاف الأسر اللبنانية، خصوصًا من المناطق الجنوبية، إلى مناطق أكثر أمانًا شمال البلاد، وسط ظروف إنسانية صعبة.
وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة دولية، بهدف تخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الظروف لعودة النازحين، إلا أن التحذيرات الإسرائيلية تشير إلى استمرار حالة التوتر الأمني في المنطقة.
وتظل عودة النازحين إلى مناطقهم في جنوب لبنان مرهونة بالتطورات الأمنية والتزام الأطراف ببنود اتفاق الهدنة.
وفي الوقت نفسه، يواجه المدنيون تحديات كبيرة، تشمل إعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية، وسط مخاوف من انهيار الاتفاق في حال تجدد التصعيد.