الجامع الأزهر.. ألف عام من الإشعاع الحضاري

بدأ “جامعا” لكنه سرعان ما تحول إلى “جامعة” ذات رسالة تمزج بين التنوير والروحانيات، كمرجعية موثوقة ومركز إشعاع حضاري ومنارة يتطلع إليها العالم، منذ نشأتها قبل أكثر من ألف عام.

طوال تلك القرون، ظلت مآذنه شامخة وهامات علمائه تطاول السحاب عبر مواقف مشهودة لا تقتصر على القضايا الدينية المباشرة، وإنما تمتد إلى الشأن السياسي كذلك، من منظور وطني تحول فيه إلى مركز لمقاومة الغزاة ومنازلة المحتلين عبر التاريخ.

استغرق تشييد الجامع الأزهر عامين و3 أشهر على يد القائد الشهير جوهر الصقلي، مؤسس العاصمة المصرية القاهرة، في زمن أول الخلفاء الفاطميين بمصر وهو المعز لدين الله، وافتُتح للصلاة لأول مرة يوم الجمعة 23 يونيو، 972 ميلاديا.

توالت القرون ليتمكن المهندس المعماري الفرنسي باسكال كوست في عام 1820 من وضع أول رسم لتخطيط الجامع الأزهر، مشيرا إلى أنه يضم صحنا كبيرا مكشوفا ليطل مباشرة على السماء، محاطا بأربعة أروقة، مع 200 مصباح معلقة للإضاءة، فضلا عن 380 عمودًا من الرخام بعضها من الغرانيت لها قواعد وتيجان رومانية.

تميز الأزهر فيما سبق بوجود سبع أدوات فلكية “مزاول” لتحديد مواقيت الصلاة من خلال رصد حركة الشمس في الأفق، لكن لم يتبق حاليا إلا “مزولة” واحدة صممها والي مصر الوزير أحمد باشا كور بنفسه عام 1749.

وتحمل المزولة تلك الأبيات الشعرية المكتوبة بخط الثلث التي تقول: “مزولة متقنة نظيرها لا يوجدُ/ راسمها حاسبها هذا الوزير الأمجدُ/ تاريخها أتقنها/هذا الوزير الأحمدُ”.

اللافت أن الجامع الأزهر لم يُعرف بهذا الاسم في بداياته الأولى، وإنما كان يطلق عليه “جامع القاهرة” نسبة إلى عاصمة المصريين الجديدة آنذاك، وتحول اسمه إلى “الأزهر” نسبة إلى السيدة “فاطمة الزهراء”، ابنة النبي (ص) وزوجة على بن أبي طالب.

وكثيرا ما يحرص مشاهير العالم على وضع زيارة الجامع الأزهر ضمن البرنامج الرسمي لزيارتهم إلى القاهرة، مثل الأميرة ديانا التي وضعت غطاء على رأسها داخل المسجد، فضلا عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

نقدم لكم من خلال بوابة كاش مصر تغطية ورصدًا مستمرًّا لـ أخبار عالمية على مدار الـ 24 ساعة، كما نقدم للقارئ المصري أخبار مصر.
يقوم فريقنا في بوابة كاش مصر بمتابعة حصرية لما يصدر عن البنوك وأسعار العملات، وأحداث السياسة الهامة، وكل ما يتعلق بــ مال والأعمال. كما تهتم بوابة كاش مصر بالأبواب الثابتة التالية: إستثمار، صحة، رياضة، فنون، تكنولوجيا، والعديد من الأنشطة التي تحدث في مصر والعالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى