أكد خبراء سياسيون أن مباحثات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشفت عن توظيف اتفاقات إسرائيل مع حماس وحزب الله بحيث تؤدي إلى أزمات متصاعدة تمتد سخونتها إلى دول الجوار والمنطقة بأكملها.
وأوضح الخبراء أن هناك مستجدًّا كبيرًا يتمثل في توافق أمريكي إسرائيلي على تعطيل أو تلغيم اتفاقات سحب القوات الإسرائيلية من غزة ولبنان، وهو ما قد يواجه رفضًا من قبل الوسطاء الدوليين والجهات الضامنة لهذه الاتفاقيات.
وكان نتنياهو، بعد قبوله تنفيذ البنود الإنسانية للمرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، تراجع عن التزاماته مطالبًا بوجوب الإفراج الكامل عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، مع إعادة النظر في الجدول الزمني للاتفاق.
وفي هذا السياق، أعطت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، خلال اجتماعه مع نتنياهو، انطباعًا بأن إدارة دونالد ترامب تدعم هذا التوجه، وهو ما ينسجم أيضًا مع السياسة الأمريكية تجاه اتفاق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لشريط الحدود اللبناني.
ووصف المحلل السياسي الدكتور صفوان القدسي، التصريحات والتسريبات المتعلقة باتفاقي إسرائيل مع حماس وحزب الله بأنها “الجزء المكتوم من قمة ترامب ونتنياهو” التي عقدت في الرابع من الشهر الجاري، والتي تم الإفصاح عن بعض تفاصيلها خلال لقاء نتنياهو مع السيناتور ماركو روبيو.
وأضاف القدسي لـ”إرم نيوز”، أن نتنياهو أعلن بوضوح عن “استراتيجية مشتركة” بينه وبين ترامب بشأن مستقبل غزة، والتي تشمل تهديدات بعمليات عسكرية واسعة إذا لم تطلق حماس جميع المحتجزين.
وأوضح أن شروط نتنياهو الجديدة تعيق تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وهو ما رفضته حماس مسبقًا؛ ما يجعل الاتفاق في حكم الفشل، ويؤدي إلى مناورات إسرائيلية سترفضها المقاومة ولن تلقى قبول الوسطاء.
بدوره، يرى المحلل السياسي فايز عبد العال أن الذرائع الإسرائيلية التي يطرحها نتنياهو لتلغيم اتفاق غزة وعرقلته، بهدف شن عملية عسكرية واسعة على القطاع، تتطابق مع ما يفعله روبيو بخصوص اتفاق الانسحاب من جنوب لبنان؛ ما يهدد بتحويله إلى احتلال دائم.
وأضاف عبد العال أن ما كشفه لقاء وزير الخارجية الأمريكي مع نتنياهو يعكس رغبة إسرائيلية أمريكية في تحويل هذه الاتفاقيات إلى أزمات قابلة للاشتعال في المنطقة.
وأشار إلى أن التداعيات الناجمة عن التنسيق الإسرائيلي الأمريكي المشترك بشأن اتفاق الانسحاب من جنوب لبنان، واستبداله بـ نقاط مراقبة دائمة، قد أدت حتى الآن إلى حالة استنفار داخلي بين الدولة اللبنانية وحزب الله، يُخشى أن تتطور إلى نزاع داخلي، وسط تهديدات إسرائيلية بشن ضربات جوية بمجرد انتهاء مهلة الانسحاب المفترضة خلال الأيام المقبلة
