استطلاع: قلق أمريكي من تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية
استطلاع رأي: قلق أمريكي واسع من احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط
كشف استطلاع حديث للرأي أجراه المركز الأمريكي “إيه بي-نورك” لأبحاث الشؤون العامة عن قلق متزايد بين الناخبين الأمريكيين من احتمالية تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، حيث أبدى حوالي نصف المشاركين قلقًا كبيرًا من تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 4 من كل 10 ناخبين يشعرون بقلق حقيقي من احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط، رغم أن التوترات المتصاعدة تثير مخاوف كبيرة لدى البعض.
استطلاع الانتخابات الأمريكية والتوترات في الشرق الأوسط
يأتي هذا الاستطلاع وسط تصاعد أهمية النزاع في الشرق الأوسط كأحد المحاور الرئيسية في حملات الانتخابات الأمريكية المرتقبة في 5 نوفمبر المقبل. يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس إلى كسب أصوات الناخبين المسلمين واليهود في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا، مما يعكس مدى تأثير التطورات في الشرق الأوسط على المشهد السياسي الداخلي الأمريكي.
وعلى الرغم من اتفاق الجمهوريين والديمقراطيين على قلقهم إزاء التوترات، فإنهم يختلفون حول المسؤولية عن التصعيد الأخير في المنطقة، مما يضع الشرق الأوسط في دائرة التنافس السياسي الساخنة.
استطلاع التصعيد في الشرق الأوسط وأبعاده الإنسانية
تواصل إسرائيل هجماتها الجوية والبرية على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، متعهدةً بالقضاء على حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، جاء ذلك عقب هجوم مسلح شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، أغلبهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتشير البيانات الفلسطينية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 43 ألف شخص، وجرح ما يزيد عن 100 ألف، معظمهم من النساء والأطفال، مما أثار استياءً دوليًا بشأن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
وفي إطار التوسع في الصراع، صعّدت إسرائيل غاراتها على مواقع تابعة لحزب الله في بيروت وجنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 2550 شخصًا وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وإجبار نحو 700 ألف شخص على النزوح من منازلهم.
استطلاع الرأي العام الأمريكي
تأتي هذه النتائج وسط استحقاق سياسي مهم في الولايات المتحدة، حيث يمكن للتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط أن تلعب دورًا مؤثرًا في توجيه الرأي العام الأمريكي وتحديد توجهات الناخبين.
استطلاع الصراع الإسلامي الصهيوني
يُعد الصراع الإسلامي الصهيوني من أطول الصراعات في التاريخ الحديث، حيث تتجاوز تداعياته المنطقة لتؤثر على الساحة الدولية. ويتسم الصراع بتشعب أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما يترتب عليه تداعيات إنسانية وعسكرية كبيرة تؤثر على الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمتد لتطال العالم العربي والإسلامي ودول أخرى.
التداعيات السياسية
أدى الصراع إلى تعزيز الاستقطاب السياسي على المستوى الدولي، حيث تستمر الحكومات في اتخاذ مواقف مختلفة تبعًا لمصالحها الاستراتيجية وتحالفاتها. في حين تدعم الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إسرائيل بشكل مباشر، فإن دولًا أخرى -بما في ذلك بعض القوى الصاعدة- تعبر عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مطالبةً بضرورة إنهاء الاحتلال وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
كما دفع الصراع بعض الدول إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما أحدث انقسامًا داخليًا في العالمين العربي والإسلامي، حيث يرى البعض أن هذه الخطوات تساعد على تحسين ظروف الفلسطينيين، في حين يعتبرها آخرون تنازلًا عن حقوقهم التاريخية.
التداعيات الاقتصادية
الاقتصاد الفلسطيني يعاني بشكل كبير من الحصار والقيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع، مما يؤدي إلى شلل اقتصادي شبه كامل في المناطق المحتلة. وتؤثر الهجمات العسكرية المستمرة على البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه، مما يزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية والمعيشية.
من جهة أخرى، يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات تتعلق بتخصيص موارد ضخمة للدفاع والجيش، فضلاً عن تراجع السياحة والاستثمار في بعض الأحيان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
التداعيات الاجتماعية والإنسانية
لعل أبرز التداعيات الإنسانية تظهر في ارتفاع عدد الضحايا والمصابين، وخاصة من المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى عمليات التهجير القسري التي تخلق أزمة لاجئين مستمرة منذ عقود. وتتعرض المجتمعات الفلسطينية لآثار نفسية واجتماعية عميقة نتيجة الحروب المتكررة وفقدان الأمان.
وفي إسرائيل، تساهم التوترات الأمنية المتصاعدة في خلق حالة من القلق المستمر داخل المجتمع الإسرائيلي، مما يؤثر على الروابط الاجتماعية ويزيد من معدلات الهجرة.
التداعيات الثقافية والدينية
للصراع بعد ديني وثقافي بارز، إذ تعتبر القدس والمدن الفلسطينية الأخرى ذات أهمية تاريخية ودينية كبيرة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود. ويستمر التنافس حول السيطرة على هذه المواقع المقدسة، مما يزيد من حدة التوترات. وهذا البعد الديني يدفع العديد من الأطراف غير الحكومية لدعم أو معارضة السياسات المتبعة في المنطقة، مما يضيف مزيدًا من التعقيد للصراع.
التداعيات الأمنية والعسكرية
نتج عن الصراع توتر إقليمي، حيث تتورط العديد من الجماعات المسلحة والتنظيمات في المواجهة، مثل حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، مما يُدخل دولاً أخرى في معادلة الصراع. كما يساهم الصراع في سباق تسلح في المنطقة، مما يزيد من مخاطر اندلاع نزاعات جديدة أو توسع الصراع القائم.
التداعيات على العلاقات الدولية
أثر الصراع على السياسة الخارجية للعديد من الدول، حيث يشكل الشرق الأوسط محورًا استراتيجيًا تتقاطع فيه المصالح الغربية والشرقية. وقد أدى ذلك إلى تدخلات مباشرة وغير مباشرة من قبل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وأدى إلى تغيير في التحالفات الدولية والإقليمية.
ويعتبر الصراع الإسلامي الصهيوني من أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة الدولية، حيث تتداخل فيه أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، إلى جانب البعد الديني، مما يجعل الحلول المطروحة بحاجة إلى توافقات دولية كبرى لتحقيق السلام الشامل والمستدام.