إسرائيل تواصل انتهاكها وقف إطلاق النار وتقصف جنوب لبنان
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مواصلة الجيش الإسرائيلي قصف عدة مواقع لحزب الله في لبنان رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بينهما حيز التنفيذ منذ الأربعاء الماضي.
انتهاك وقف إطلاق النار
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير إخباري في عددها الصادر، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أعلن أمس أنه ضرب موقعًا على الحدود اللبنانية السورية و3 مواقع أخرى في جنوب لبنان حيث رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول أي من هذه الضربات، وذلك فيما وصفته بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت، أن حزب الله لم يعلق على الفور على هذه الضربات التي تأتي بعد سريان وقف إطلاق النار الذي أنهى أشهرًا من الغارات الجوية المدمرة والقتال.
وضع النازحين
وتابعت الصحيفة، أنه مع هذا الوضع الراهن، لا يزال من غير الواضح متى سيتم السماح لجميع النازحين من منازلهم والذين يبلغ عددهم حوالي مليون شخص بالعودة بأمان، بموجب الاتفاق، ستنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا من جنوب لبنان على مدى 60 يوما، مع انسحاب مقاتلي حزب الله أيضًا شمال نهر الليطاني.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه على الرغم من الهجمات المتفرقة، بدا أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير في لبنان حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس أنه يخفف القيود المفروضة على التجمعات والحركة في المجتمعات القريبة من الحدود مع لبنان، وهي خطوة قد تسهل عودة عشرات الآلاف من الفارين من منازلهم.
الوضع في قطاع غزة
وقالت إنه مع ذلك، وفي قطاع غزة، يبدو أن أي توقف في الحرب بعيد المنال حيث تواصل إسرائيل هجومًا دام أسابيع في شمال غزة والذي يستمر في عزل المنطقة، مشيرة إلى أن العشرات قتلوا أمس الأول في غارات جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، كما حوصر المزيد تحت الأنقاض، بحسب عمال الإنقاذ في حالات الطوارئ في القطاع.
وقالت منظمة الدفاع المدني الفلسطينية في غزة، وهي مجموعة استجابة طارئة، إنها تعتقد أن أكثر من 75 شخصا قتلوا في غارات على بيت لاهيا، وهي بلدة زراعية شمال مدينة غزة، على الرغم من أنها قالت إنها لم تتمكن من الوصول إلى الموقع بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأضافت المجموعة في بيان مساء الجمعة: “لقد تم القضاء على عائلات بأكملها في شمال غزة ولا نعرف شيئًا عنهم، هناك ناجون ما زالوا تحت الأنقاض لفترة طويلة، ولا يوجد دفاع مدني لإنقاذهم”.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 44 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 104 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.