نددت منظمة “أطباء بلا حدود”، اليوم الاثنين، بتدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين النازحين في الضفة الغربية المحتلة، ووصفت ظروفهم بأنها “حرجة للغاية” بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ يناير…
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نحو 40 ألف شخص نزحوا منذ 21 يناير، نتيجة عملية “السور الحديدي” التي أطلقتها إسرائيل بدعوى استهداف الجماعات الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية.
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية بعد يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب في القطاع.
وأكدت أطباء بلا حدود، التي تعمل في الضفة الغربية، أن الوضع الحالي للنازحين الفلسطينيين مقلق للغاية، مشيرة إلى أنهم يفتقرون إلى المأوى المناسب، والخدمات الأساسية، وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.
وأوضحت المنظمة أن الحالة النفسية للنازحين تتفاقم بشدة بسبب الضغوط المتزايدة والظروف غير الإنسانية التي يواجهونها يوميًا.
الجيش الإسرائيلي يبرر عملياته
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا ورد إلى وكالة فرانس برس، أكد فيه أن قواته تعمل “ضد جميع المنظمات الإرهابية، بما في ذلك حماس، في ظل وضع أمني معقد”.
وشدد البيان على أن الجيش “يلتزم بالقانون الدولي ويتخذ الاحتياطات اللازمة للحد من الأضرار التي قد يتعرض لها المدنيون غير المتورطين”، في محاولة لنفي الاتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السكان الفلسطينيين.
النزوح القسري وتدمير المخيمات
أكدت أطباء بلا حدود أن حجم النزوح القسري وتدمير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية لم يسبق له مثيل منذ عقود.
وأوضحت مديرة العمليات في المنظمة، بريسي دي لا فيني، أن العديد من النازحين غير قادرين على العودة إلى منازلهم، إذ تواصل القوات الإسرائيلية منع الوصول إلى المخيمات، بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية.
وحذرت المنظمة من أن الوضع يتطلب استجابة إنسانية عاجلة، مشددة على ضرورة وقف إسرائيل لهذه الإجراءات فورًا.
المخيمات الأكثر تضررًا
استهدفت العملية العسكرية الإسرائيلية بشكل رئيسي مخيم طولكرم، ومخيم نور شمس في طولكرم، ومخيم جنين، وهي المناطق التي تعتبر معاقل للمقاومة الفلسطينية.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في فبراير الماضي أن العملية العسكرية ستستمر لعدة أشهر، وأصدر تعليماته للقوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء في المخيمات التي تم إخلاؤها طوال العام.
وأضاف كاتس أن السكان لن يُسمح لهم بالعودة إلى هذه المناطق، في محاولة لمنع ما وصفه بـ”عودة الإرهاب من جديد”.
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الإنسانية لمساعدة النازحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وحثت إسرائيل على وقف عمليات الهدم والنزوح القسري، التي تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
